التجأ المغرب إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، قصد تزويده خلال الأسابيع القليلة القادمة بآلاف الأطنان من الحبوب لتغطية الخصاص المسجل في السوق المغربية خاصة ما يتعلق بالقمح الصلب. وتقرر أن يتم في 25 من شهر غشت الجاري فتح الأظرفة بشأن طلب عروض أعلن عنه المغرب الشهر الماضي، للتزود ب140 ألف طن متري من القمح الصلب. وخلافا لمؤشرات رجحت أن يعرف إنتاج الحبوب ارتفاعا مهما خلال الموسم الفلاحي الماضي (على اعتبار أن المحصول الزراعي بالمغرب سجل ما وزنه 102 مليون طن من الحبوب)، فإن مصادر مهنية أكدت أن المكتب الوطني المهني للحبوب والقطاني بالرباط قد قرر اللجوء إلى بلاد العم سام لسد خصاص مسجل بشأن القمح الصلب في الأسواق المغربية في الوقت الذي تحدد متم السنة الجارية كآخر أجل للحصول على الكمية المطلوبة، على ألا تقل الدفعات المستوردة من البلد المزود عن 5000 طن. وفيما تظل فرنسا هي المزود الرئيسي للمغرب بحاجياته من الحبوب والقطاني، استنادا إلى أرقام سنة 2009، إلا أن القمح الأمريكي يسجل أفضلية في مواجهة المنتوجات الفرنسية وهو الأمر الذي دفع المغرب إلى طلب كميات أكبر من القمح (الطري والصلب) من الولاياتالمتحدةالأمريكية استجابة لاتفاقية التبادل الحر المبرمة بين البلدين. ويفضل أرباب المخابز حسب ما أكده أحدهم ل»الاتحاد الاشتراكي» استعمال القمح الأمريكي بدل القمح المغربي أو الأوربي وذلك لما ينتجه من خبز جيد يسعى الزبناء للحصول عليه، مشيرا في نفس السياق إلى ارتباط اللجوء إلى الولاياتالمتحدة بالكيف (الجودة). ويعمد أرباب المخابز غالبا إلى مزج طحين القمح الأمريكي (خاصة منه الطري) مع نظيره المغربي للحصول على خبز من النوع الرفيع. من جهة أخرى، فإن أرقاما من مكتب الصرف تفيد أن فاتورة واردات الحبوب بالمغرب بلغت حوالي 8,66 ملايير درهم خلال السنة الماضية، مسجلة بذلك تراجعا يقدر ب50 بالمائة مقارنة مع سنة 2008، حيث تراجعت مشتريات القمح بنسبة 56,2 بالمائة وقد انخفضت من 12,4 مليار درهم سنة 2008 إلى حوالي 5,44 ملايير درهم برسم 2009، إذ تم استيراد ما وزنه 2,36 مليون طن. وتنقسم الكمية المستوردة من القمح بين القمح الرطب ( 1,58 مليون طن) والقمح الصلب (788 ألف و900 طن)، واستنادا إلى مصادر مهنية فإن المزودين الرئيسيين للمغرب بالقمح، خلال السنة الماضية، هم فرنسا (993 ألف و500 طن)، وكندا (673 ألف طن)، والولاياتالمتحدةالأمريكية ( 148 ألف و200 طن)، وليتوانيا (100 ألف و200طن)، وليتوانيا (69 ألف و30 طن)، ثم أوكرانيا ( 71 ألف و400 طن). فضلا عن ذلك، سجلت واردات الذرة والشعير كذلك انخفاضا، بلغ على التوالي 29,9 بالمائة و 55,5 بالمائة بين 2008 و2009.