الصيف موسم «النوستالجيا » بامتياز، حيث يلتقي الأصدقاء، الأحباب والعائلة، وعلى امتداد مسافات العودة الى «مساقط» الرأس وبيوت الآباء تسافر المخيلة، تنحت تماثيل ذكريات الزمن الجميل... وتتقاطع صور الذكرى بين شغب الطفولة وعنفوان الشباب، بين مباريات كرة القدم بملاعب لارميطاج الشيلي الكرمة... وبين قصص العشق الفاشلة رابط واحد يجمع بين الحكايات: الحب، حب الناس، حب الوطن، واحترام القيادات المجاهدة... الدارالبيضاء تخلع عن نفسها لون البياض لتلبس العبث في نص بلا عنوان.. العشوائية تنشر معها لونا لا يشبه الألوان... هو مزيج من الألوان. درب السلطان معقل المقاومين، والمثقفين والسياسيين... والمشردين... مزيج من العبثية حوله اليوم لما يشبه «المزبلة» ! أبناء درب السلطان سواء في بوشنتوف أو درب الفقراء أو القريعة أو گريگوان، أو درب مارتيني.. أصبحوا يزرعون اليأس ويحصدون بغضب تفاهة بعض مستشاريهم الجماعيين، طبقة جديدة من «السياسيين» يحشرون أنفسهم في كل شيء ويدعون فهم كل شيء ! «النجاح» في الانتخابات الجماعية أصبح بالنسبة للبعض جواز مرور من طبقة إلى أخرى، من الكادحين إلى «رجال الأعمال والأموال» ، لا يهم هؤلاء في عملهم الجماعي، السياسي والاجتماعي.. سوى تغيير وضعيتهم الاقتصادية، في حين تلبس المدينة رداء «المزبلة الكبرى»! وأنت تسترجع ذكريات طفولتك وشبابك بالدارالبيضاء، لا يمكنك أن تقطع مع الحاضر المريب، انتخابات قيل بشأنها الكثير، بعض المستشارين لا يفقهون من العمل الجماعي سوى الدفاع عن «الأهداف المصلحية» الخاصة، مدينة ملوثة، فكر ملوث، ثقافة ملوثة، تموت كل الأشياء الجميلة في هذه المدينة العبثية، لا وجود لمسرح، أو فن جميل، أو فكر ثقافي يساير الركب، فقط ازدحام في كل الأماكن... الشوارع والمقاهي والحانات والمسابح والإدارات والحافلات والطاكسيات.. مدينة تصدر تلوثها المزعج مع ذكريات كل عودة إلى مدينة بلا روح ،إلى نص بلا عنوان.