«تجربة تلفزيونية تربوية تعليمية ناجحة»، « معظم الأهداف المتوخاة تحققت..».. تلك هي بعضٌ من الخلاصات التي تضمنتها كلمات الحفل الاختتامي الذي نظمته قناة «الرابعة» والأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم للدارالبيضاء بثانوية «ابن الياسمين» بتراب الحي الحسني، عشية الثلاثاء الماضي، حيث جرى تصوير أحداث برنامج تلفزيون الواقع «فرصة للنجاح» على مدى ستة أشهر كللت بحصول جميع التلاميذ المشاركين فيه (ستة) على شهادة البكالوريا بدرجات جيدة، بل والخروج من المسابقة التلفزيونية بتحصيل تربوي ومعرفي يمكنهم من وولوج أسلاك الدراسات العليا بالجامعات والمعاهد العالية الوطنية بكل آريحية، وذلك انطلاقا من الدعم والتقوية المعرفية التي تلقوها من أساتدة مختصين في المواد التي يُمتحن فيها في نهاية السلك الثانوي بالإضافة إلى المواكبة النفسية التي كانت عاملا رئيسيا في التوازن النفسي والانضباط والاستماع للآخر واسترجاع عامل الثقة الذى كان له دور حاسم في مواجهة الظروف المصاحبة للامتحانات أكثر من المواد الممتحن فيها. حالات الانتشاء والسرور كانت بادية على جميع أفراد طاقم البرنامج، خصوصا رجال التعليم ممن كلفوا بهذه المهمة التربوبة النبيلة، قبل أن تستثمر تلفزيونيا في برنامج تلفزيوني، ذلك أن التجربة التي قامت بتسجيلها «الرابعة» كشفت، بالبرهان والدليل، أن التعليم العمومي الذي استهدفه البرنامج عبر تلاميذ ابن الياسمين، مازال يشكل عماد وأساس التعليم في المغرب، إذا توفرت له الظروف والشروط الضرورية لأجل الاشتغال، كما هو حال التجربة التلفزيونية المذكورة التي شكلت في جزء منها عامل مصالحة معه ( التعليم العمومي)، باعتباره قاطرة رئيسية لكل المجالات، اجتماعية كانت أو اقتصادية أو ثقافية، إذ أن العملية التربوية الحية المصورة تلفزيونيا لم تقتصر على التحصيل الدراسي والتقوية فقط، بل واكبتها لحظات ترفيه و تسلية كما رصدتها حلقات «فرصة للنجاح»، الشيء الذي كان له بالغ الأثر في التوزان النفسي للتلاميذ الذين تم انتقاؤهم من بين 19 تلميذا ينتمون لقسم واحد، وليس للثانوية كلها، إذ أفرز البرنامج خلال مساره ، كما كشفت عنه الأطر التربوية وطاقم البرنامج، تطورا مهما في عملية التحصيل زكته النتائج المتحصل عليها في نهاية المطاف ( ارتفاع معدل النقاط بأكثر من 6 في الأدنى- المعدل 9 قبل بداية البرنامج ، والمعدل 15 في مرحلة الاختتام )، الأمر الذي اعتبره االقائمون عاملا مشجعا على خوض تجارب أخرى بداية من السنة المقبلة (شتنبر)، حيث من المقرر أن يتنقل البرنامج الى جهة أخرى من المغرب ليباشر «فرصة للنجاح» ثانية مع تلميذات و تلاميذ آخرين الذين من المنتظر أن التجربة معهم سوف لن تتوقف في التحصيل الدراسي بهدف تحقيق التفوق في إحدى المراحل الحاسمة في حياة التلاميذ، ولكن ستشمل فرصا أخرى اسمتها الرابعة «فرصة للنجومية»، هاته الأخيرة كان فيها تلاميذ ثانوية «ابن الياسمين» العمومية، في لحظات الحفل الاختامي، مبدعين حقيقيين، ذلك أن مسرح الثانوية، الذي يتوفر على مؤهلات مسرح فعلي تفتقده الكثير من المناطق ومنها المدن المغربية، احتضن لوحات فرح موسيقية وغنائية في مسابقة ومنافسة داخلية بين تلاميذ الثانوية، كشفت عن طاقات لافتة سواء على صعيد فن الرقص والغناء بصنفيه العربي المغربي والغربي يكاد ينافس ويتفوق على برامج مسابقات فنية تلفزيونية مماثلة تهدر فيها أموال طائلة .. لكن الشيء الأساس أن « فرصة للنجومية» المصاحب ل«فرصة للنجاح» أوضح أن الفضاء المدرسي، إذا كان في وقت مضى - والمؤسوف عليه - مشتلا لتفريخ الأبطال الرياضيين في مختلف الانواع الرياضية .. فإن الفضاء نفسه يعتبر - و بالملموس - مشتلا لبراعم فنية قادمة تتوخى «فرصة للنجاح» و من ثمة «فرصة للنجومية»...