تحول مركز للتكوين الرياضي، كانت تشرف عليه وتديره إدارة فريق نهضة سطات لكرة القدم، قبل سنتين، إلى مركز للترفيه ولعرض مختلف أنواع المشروبات الكحولية، بعد أن أصبح يحمل لوحة في مدخله كتب عليها «كلوب هاوس» وهي نفس اللوحة التي كانت تحمل سابقا عبارة «مركز نهضة سطات للتكوين في كرة القدم»! وتحولت قاعة الاجتماعات التي كانت تخصص للدروس النظرية للاعبين، إلى حانة وفضاء يلجه الزبناء ل «النشاط» لساعات متأخرة من الليل! كما تحولت غرفه المتعددة التي كانت مخصصة لإيواء اللاعبين الخاضعين للتكوين، وكذا للاعبي بعض الأندية الوطنية التي كانت تقصد المركز لإقامة معسكراتها التدريبية وتربصاتها، إلى غرف «خاصة جدا» تقام داخلها «سهرات حمراء» وتكترى لأهداف أخرى لاعلاقة لها بما هو رياضي! وأضحى المركز يمتلك رخصة لبيع المشروبات الكحولية، وبدل أن يتخرج منه لاعبون واعدون في رياضة كرة القدم، شرع المركز في «تخريج» أفواج من السكارى والمعربدين أصبح لهم مكان «محترم» يرعاه فريق رياضي له مكانته في تاريخ كرة القدم الوطنية! ويسألونك عن تدهور وضع فريق نهضة سطات الذي سقط في نهاية الموسم الماضي إلى قسم الهواة بعد 52 سنة من الوجود رفقة نخبة أندية كرة القدم الوطنية! بل ويسألون عن سر تشبث مسؤولي الفريق بمواصلة «تزعم» التسيير بالرغم من مسؤوليتهم في سقوطه للهواة، وكيف أمسك الرئيس بنواجذه على كرسي الرئاسة، كيف لا وهو يدرك أن منصب رئيس فريق نهضة سطات، أصبح اليوم يساوي منصب مدير ومالك مركز «كلوب هاوس » الشهير؟ السؤال الذي يطرحه أهل سطات اليوم، هو لماذا التزم مسؤولو مدينة سطات، خصوصا مسؤولي المجلس البلدي ، الصمت أزاء ما يجري في فريق النهضة، وتحديدا ما يفعله «الرايس مول البار» الذي سمح لنفسه ب «اغتيال» مركز تربوي لتكوين اللاعبين، ليحوله إلى فضاء للمجون والسكر والعربدة، بعد أن نجح بطرقه الخاصة في الحصول على ترخيص لبيع الكحول، ترخيص باسم «نادل» يشتغل مقابل أجرة اليوم، بل إن الرئيس قام بإبرام عقد كراء «المركز» للنادل الذي يشتغل تحت إمرته، مقابل مبلغ زهيد يداع في صندوق الفريق! كما يتساءل المتتبعون عن موقف جامعة الكرة إزاء إقدام رئيس نهضة سطات على تغيير «هوية» المركز، مع أنها معنية بالموضوع وهي التي سبق أن ضخت في ميزانية إنجاز المركز ما يناهز 80 مليون سنتيم من الأموال العامة؟ وكيف صمتت الجامعة أمام كل التجاوزات والخروقات التي حولت فريق عريق كنهضة سطات إلى مجرد «وسيلة» من أجل الحصول على «شرعية» المتاجرة في الكحول وفي أشياء أخرى، بعيدا عن كل الأهداف التربوية والرياضية التي خلق من أجلها فريق النهضة السطاتية؟ كان الرأي العام وهو يتابع أخبار استقبال والي سطات لمجموعة من الفعاليات الرياضية، يوم السبت الماضي، لمناقشة وضع فريق النهضة، يأمل في أن يتم طرح موضوع المركز الذي تحول إلى حانة، فمن هناك تبدأ الحكاية.. ومن هناك نفهم سر سقوط النهضة!