يوم واحد كان كافيا ليس من أجل إنقاذ روح وإنما من أجل إزهاقها، فعوض أن يتم استقبال جنين/مولود بالزغاريد والأفراح والمسرات، كانت النتيجة عكس ذلك إذ لم يكتب له أن يرى النور فولد ميتا لا لشيء سوى لكون والدته قد تعرضت لإهمال شديد أدى إلى حرمانها من، صرخة، ابتسامة، وشغب جنين، كان يرقد بين أحشائها ويداعبها بين الفينة والأخرى، وهي التي ظلت تنتظر الساعة التي تضعه بين أيديها وأن تحضنه إليها؟ إنها واحدة من الشكايات المؤلمة التي توصلت بنسخة منها صفحة صحة، والتي تم توجيهها إلى الجهات المعنية وعلى رأسها إدارة المستشفى الذي شهد الواقعة، التي عاشت تفاصيلها «مينة . م» الحاملة لبطاقة التعريف الوطنية H 780287، والتي ينقل معاناتها زوجها «المختار . ف»، الذي يروي كيف توجه بزوجته في الأيام القليلة الماضية إلى مستشفى محمد الخامس بالحي المحمدي في الساعة الثانية صباحا من ليلة السبت/الأحد 11 يوليوز، بعدما أتاها المخاض إلا أن المولدة « ز « طلبت منه إرجاعها إلى المنزل والعودة بها يوم الغد في نفس الوقت، وهو ما امتثل له ظنا منه أنه الأسلم، إلا أن شدة ألم المخاض ازدادت على الزوجة فتوجه معها من جديد إلى المصلحة في السادسة صباحا، فكان أن تلقى نفس الجواب من قبل نفس السيدة/المولدة. أمر لم يمتثل له الزوج أملا في مقابلة من يخلص زوجته من وجعها وظل على ذلك الحال إلى غاية الحادية عشرة صباحا، ولما يئس عاد أدراجه رفقتها، التي اضطر مرة أخرى إلى مصاحبتها صوب نفس الوجهة في الثانية زوالا وهي تعاني من نزيف، وظلت كذلك إلى غاية الخامسة والربع حين أخبرته الممرضة أن كل شيء على ما يرام وليس هناك من داع للقلق، تطمينات لم يكن لها وقعها على «المختار» الذي طلب من المولدة مساعدة زوجته على الوضع، فكان جواب المولدة، وفق تصريحه، «أنا أدرى بعملي»، دراية لم تشفع في إنقاذ الجنين بعد ساعتين من الزمن، حينما نقلت إليه نفس المولدة خبر وفاة المولود المنتظر؟