منذ سنتين انبثق بمنطقة أولاد عمران شعاع من قبس الثقافة من خلال إحياء نمط الغناء المحلي الضاربة جذوره في عمق تربة التراث الشعبي تحت مسمى مهرجان الماية . و أيا كانت الدوافع فإن منطق الإنصاف يسجل لمبدعي الفكرة حسنة الالتفات إلى حاجة أساسية لا تقل أهمية عن باقي الخدمات الاجتماعية، و بعيدا عن المواقف الضيقة الأفق التي استكثرت تنظيم حدث ذي حمولة ثقافية في وسط يئن تحت وطأة الإقصاء والتهميش، فإن غياب الدورة الثالثة ، وفي غمرة موسم المهرجانات عبر ربوع البلاد و دون سابق إخبار، يدفع إلى طرح أسئلة متراكمة منذ أبريل 2008 تاريخ الدورة الأولى و أخرى مستجدة إثر تبدد معالم دورة ثالثة لا بوادر لعقدها. من أطلق المهرجان وما هي الجهة التي كتمت أنفاسه في المهد؟ أليس الأمر فيه الكثير من الوصاية على الشأن العام الثقافي و ضرب لما بات حقا مكتسبا للمنطقة وسكانها و ربما قيمة مضافة وطنية؟ أليس هذا سوء تدبير يحق للمواطنين مساءلة مسؤولين عن اقترافه؟ كيف أنشئت الجمعية المشرفة على التنظيم بشقيه المادي و الأدبي و ما مصير ماليتها المتكونة أساسا من دعم المؤسسات العمومية و الجماعات المحلية؟ ماذا وراء إشهار برنامج التنشيط و السهرات للدورة الماضية بأسماء كبيرة لفنانين و تعويضهم بفرق مغمورة واختلاق أعذار لم يصدق الرأي العام المحلي حقيقتها؟ لمادا تم تهريب اجتماع مكتب الجمعية إلى الوليدية و ما حقيقة ما يشاع من معطيات يتداولها محسوبون على المكتب؟ ما رأي شركاء المهرجان :وزارة الثقافة، المجلس الإقليمي للجديدة ، الجماعات المحلية الخمس بأولاد عمران...الأمر يحتاج إلى الكثير من الشجاعة لفتح هذا الملف ، فإن لم يكن بدافع حماية المال العام المثخن بالثقوب، فعلى الأقل من أجل رد الاعتبار لتراث شعبي و موروث ثقافي بمثابة الملك المشاع لكل المغاربة