تتوفر منطقة محجوبة بجماعة الشويحية التابعة لاقليمبركان على ثروة غابوية مهمة من شجر الاركان يعود عمر اول شجرة منها الى حوالي 2000 سنة، وقد ظلت هذه الغابة منسية ومهملة منذ ذلك الزمن البعيد ولم تتحرك الاطراف المعنية الا منذ 6 سنوات تقريبا حيث تم زرع حوالي 1000 شجرة بالمنطقة تحت اشراف عمالة اقليمبركان وتأسست جمعية نسائية لتشرف على تدبير هذه الاشجار وتشكلت خلية للمتابعة بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، إلا أنه وبعد مضي هذه السنوات تبين ان التهميش عاد لهذه الثروة الغابوية النادرة والتي كان من المفروض أن تلعب دورا طلائعيا في التنمية ليس فقط على مستوى الجماعة بل كذلك على مستوى الاقليم والجهة لاسيما في زمن الحديث عن برنامج المخطط الاخضر الذي يتأسس على استثمار المؤهلات الفلاحية المحلية والذي يعد اقليمبركان واحدا من الاقاليم المستهدفة بالعملية ،غابة الاركان ببركان وبالرغم من تحويلها الى محمية محددة فإن النشاط الرعوي يخترقها بشكل يومي مما أدى الى إتلاف عدد كبير من تلك الاشجار التي تم غرسها خاصة وانها ظلت تعاني من غياب عملية الري والسقي هذا في ظل تعاونية نسائية مشلولة لاتتجاوز الوجود الورقي، إذ أن طبيعة المنطقة المحافظة لاتسمح لهؤلاء النساء بالتحرك نحو المسؤولين بهدف تطوير اداء جمعيتهن مما يعيق عملية التواصل والذي يعد مشكلا خطيرا قد يعصف بهذه الغابة كلها خاصة وان الاطراف التي تحملت مسؤولية الشراكة مع التعاونية ظلت تحافظ على هذا الوضع فلم تقدم لحد الآن أية استراتيجية عملية للنهوض بهذه الغابة وتأهيل شجرها الذي لحقت الشيخوخة أعدادا مهمة منه حيث ان عملية إعداد زيت الاركان مثلا مازالت تتم بطريقة جد تقليدية من طرف نساء التعاونية اللواتي يعانين كثيرا من اجل استخراج بعض الليترات التي توزع بشتى الطرق هنا وهناك وذلك لانه لم يتم تزويد هذه الجمعية بالآليات العصرية على غرار ما يحدث بالجنوب المغربي، فليس لديها لا آلة التقشير ولا آلة التحميص ولاآلة العصر ولاآلة التصفية ولا ولا .وليس هناك بالمقابل اي اهتمام واضح بالجوانب المحيطة بالعملية فمحصول هذه الغابة ظل حبيس تلك المنطقة فلا هو يتوفر على نقطة للبيع ولا هو يمتلك شهادة بيولوجية تدفعه الى اختراق الحدود المحلية الى فضاءات اوسع، بل انه مقصي حتى من المشاركة في المعارض التي تنظم لهذا المنتوج الثمين الشيء الذي جعل شهرته لاتتعدى منطقة محجوبة الغارقة في التهميش باستثناء مركز نسائي متواضع للخياطة تم انجازه بالمنطقة منذ ازيد من 7 سنوات ولايزال على حاله، اذ لم يعرف اية اضافة نوعية مما جعل بعض المهتمين بهذا الموضوع يتساءلون عن مدى استفادة هذه التعاونية الفقيرة من الدعم الذي يقدمه الاتحاد الاوربي وفق الشراكة التي تربطه بوكالة التنمية الاجتماعية بالمغرب والذي اكده اخيرارئيس مندوبية الاتحاد الاوربي خلال الندوة الوطنية التي نظمت بداية شهر يوليوز الحالي بالرباط في موضوع ( تعبئة الفاعلين حول تنمية شجرة الاركان ) . للاشارة فإن مؤسسة محمد السادس للبحث وحفظ شجرة الاركان كانت قد عقدت بالصويرة جمعها العام نهاية شهر يونيو وضعت خلاله مخططا للعمل برسم 2009 و2010 واللافت للانتباه انه لم تتم الاشارة الى شجر الاركان بإقليم بركان عند تحديد المناطق التي تتوفر على هذا النوع من الغابة والتي انحصرت في غرب الجنوب المغربي ، مما يعني انه ليس هناك حتى اعتراف بوجود هذا النوع من الشجر بإقليم بركان لدى الفاعلين الوطنيين والدوليين، الشيء الذي يفرض ضرورة مراجعة التعامل مع هذا الكنز الغابوي محليا واعادة النظر في الاطراف المعنية وطبيعة العلاقة التي تجمعها بهدف انقاذ هذا الشجر من الانقراض والعمل على تأهيله حتى يكون للمنطقة مكان ضمن المناطق المغربية الاخرى والتي قطعت اشواطا مهمة في تدبير شجر الاركان خاصة وان هناك امكانات مهمة ترصد من هنا وهناك لدعم هذا المنتوج الغابوي الثمين والنادر .