1 أميمة الخليل، بمهرجان شفشاون «أليغريا»، برفقة مارسيل خليفة، يولا كرياكوس، زوجة مارسيل، رامي وبشار، ابني مارسيل، وباقي أعضاء مجموعة «الميادين»، أميمة الخليل تعرف أن العلاقة بالمدن أحيانا تتجاوز سياقات زيارة بعينها، وفي بعض الأحيان تتحول إلى علاقات شخصية... مع المغرب، لها حكاية حب قديمة تمتد على طول خريطته الجغرافية من طنجة، مكناس، الدارالبيضاء، أكادير، الرباط، إلى تطوان.. هذه الحكاية، تجاوزت سياقات الزيارات الفنية المتعددة للمغرب، لتتحول إلى مسار يطبع حياتها الشخصية. ففي المغرب، وبالضبط، بمدينة طنجة تعرفت على زوجها، وهناك نشأت قصة حب كبيرة، لذلك فهذه المدينة تعني لها الشيء الكثير. 2 أميمة الخليل ومارسيل خليفة.. تلك العلاقة الفنية التي فتحت آفاقا كبيرة وجديدة بينهما. علاقة، تنظر لها أميمة الخليل، على أنها كانت دائما تنبني على كون مارسيل خليفة كان شخصا ديمقراطيا في التعامل معها كفنانة وإنسانة... فكان الاشتغال برفقته لاينبني على الملاحظات - التي كانت قليلة - بل كان يريدها أن تكتشف، كل شيء بنفسها، ولم يكن يفكر في إعطائها أي تعليمات أو يتدخل في أحاسيسها ومشاعرها... وإذا كانت أميمة الخليل قد رافقت مارسيل خليفة، موسيقيا، في العديد من الأنماط الموسيقية التي أدتها برفقته سواء في الألحان، الايقاعات أو المقامات... فهي أيضا، رافقته في رحلة سفر طويلة، وزارت أمكنة عديدة، لم تكن تتوقع أن تطأ قدماها في يوم من الأيام... مارسيل خليفة بالنسبة لأميمة الخليل، كما فتح لها آفاقا كبيرة، يعرف أنها تحب أن تستعمل صوتها سواء معه أو لوحدها، وهذا كله يحدث بتوازن وتناغم كبيرين دون أن تقف تجربتهما الموسيقية والفنية في وجه الآخر.. 3 بين أميمة الخليل و«العصفور الذي طل من الشباك»، علاقة خاصة.. لكنها لاتخفي شعورها تجاهه. فمرات تحس بأن العصفور طليق، ومرات أخرى تشعر بأنه رجع إلى القفص... لكنها تتمنى في يوم من الأيام، «ما يعود فيه سبب ومعنى بأن نغني هذه الأغنية».. والذي يحز في قلب أميمة هي تلك «الحدود الموضوعة، بيننا كعرب»!.. 4 لا.. انتماء سياسي لأميمة الخليل. أميمة الخليل مع مارسيل منذ أن كانت شابة، لأنها معه اكتشفت أن محور اهتماماته وتجربته الإنسان فقط... الإنسان، بكل ما يعتمل في دواخله... وهذا، هو التزامها الشخصي. كما أن أميمة الخليل... تعتبر أن الالتزام لايعني، فقط، أن نؤدي أغاني وطنية وحماسية على المسرح... الالتزام الحقيقي، هو أن يلتزم الفرد في علاقاته الإنسانية، في اليومي، ومع من يحيطون به... الإلتزام، هو طريقة في الحياة . 5 مع مجموعة «الميادين»، وضمن هذه التجربة الفنية والموسيقية لأميمة الخليل، تعلمت أن الأضواء والبهرجة لاتعني أي شيء بالنسبة لها.. رغم أنها في كثير من الأحيان تكون براقة ومغرية... لتتساءل، أميمة، هل ستدوم هذه الأضواء؟.. هل هذا التألق سيستمر إذا قررت يوما ما التخلي عنه؟.. لتقتنع، بأنه لاينبغي علينا تصديق هذا الإغراء، ويجب أن نبقي، دائما، أرجلنا ملتصقة بالأرض... انها إنسانة تمارس قناعاتها في الحياة بصدق... وهذا هو جوهر قناعاتها تجاه أشياء الحياة والعالم. 6 مقولة «الفن وجد، فقط، للبهجة والتسلية والمتعة»، بالنسبة لأميمة الخليل، هي فكرة «سخيفة جدا». لأنها صادقة مع نفسها، ولاتحس بأي انتماء الى الوسط الفني الموجود على الشاشات والقنوات التلفزية. والسبب، في اختيارها هذا، يعود بالأساس، الى الفن الذي في ذاكرتها والذي نشأت عليه.. فهو، فن ممتع ومسل كثيرا، لكنه فن ممتع ومسل بجديته أيضا... وعندما غنت، سارت على نفس النهج، أي أنها قدمت وتقدم شيئا ممتعا للناس عندما تكون على المسرح، لأن هذا الشيء الممتع فيه المضمون الجدي... وتقول أممية «صحيح أن الناس نادرا ما يشاهدوننا على الشاشة، أنا ومارسيل خليفة ومجموعة «الميادين»، لكن الناس يعرفونني جيدا ويعرفون صوتي وتصلهم تسجيلاتي، وبدوري أطل عليهم من حين الى آخر على أحد البرامج التلفزيونية، التي تخدم صورتي، وأحب أن أظهر فيها لمن يحبونني.. وعندما تغني عن فرح الناس وحزنهم وثورتهم وقلقهم وآمالهم، فإنك تبقى معهم دائما، وهذه هي حالتي أنا». 7 تفاصيل من حياة صغيرة، تحدثنا حولها، بشفشاون على هامش مهرجان «أليغريا»، حضرها برفقتي الزميل فؤاد المدني، اكتشفنا من خلالها ملامح أخرى للفنانة أميمة الخليل، ووقفنا على طريقة في الحياة، شعارها «أنا أريد أن أعيش كما أريد، وكما أقرر أنا».