يكتسي تدبير النفايات الصلبة بالمجالات الحضرية أهمية قصوى لارتباطها بصحة المواطن وجودة الحياة بالأحياء والمنازل وبالمحيط المباشر للمدن (المحيط القروي). وهذه الأهمية تتجلى كذلك في كون ضعف تدبير هذا المجال سيدفع الأسر إلى التخلص من النفايات بأي طريقة وإبعادها عن منازلهم. وفي هذا السياق، فبالرغم من كون مدينة سيدي سليمان حاضرة من الحجم المتوسط (عدد سكانها لا يتجاوز 100 ألف نسمة)، فإنها عانت ولا زالت تعاني من ضعف تدبير هذا القطاع الحيوي وخضوعه لتسيير كلاسيكي مختل لكون البلدية لا تتوفر على فريق مؤهل تحت إشراف طاقم مختص يتوفر على إستراتيجية واضحة في مجال تدبير النفايات. فأمام عدم توفر البلدية على استعمال زمني مضبوط لجمع النفايات تلتزم به الشغيلة المكلفة بهذا المهام والمواطنين، تفاجئ الساكنة في بعض الأوقات بتكوين «مزابل» عشوائية في بعض الأماكن تنبعث منها روائح كريهة تهدد صحة الساكنة خصوصا الأطفال. كما أن رفض المكلفين بهذا المهام نقل أنواع عديدة من النفايات الخطيرة، يدفع الساكنة إلى تكليف بعض العربات المجرورة بالحمير لتخليصهم منها. وأمام انعدام حاويات خاصة باستقبال هذا النوع من النفايات، يضطر أصحاب العربات المكلفين بنقلها إلى طرحها عشوائيا في مخارج المدينة أو على ضفاف نهر بهت. وعندما قمنا ببحث عن أماكن الطرح العشوائية، فوجئنا بوجودها على جنبات الطرق في مداخل المدينة. أما أنواع هذه النفايات فكثيرة تتعلق في غالب الأحيان بالمهن الحرفية والتجارية حيث نجد نفايات النجارة، وبقايا مواد البناء، و»الجبص»، والرخام، والزجاج، والآلات والمعدات المنزلية غير المستعملة، ونفايات محلات «الميكانيك» وحرفيي الألمنيوم، والنفايات الخطيرة لمحلات بيع الدجاج (الريش، والأمعاء، وبقايا الكلأ،...)، ونفايات صيانة الحدائق المنزلية، والحيوانات الميتة كالكلاب، والقطط،.... وبعد قيامنا بجولة إلى هذه الأماكن، صادفنا عدد كبير من أطر وشباب أبناء المدينة يمارسون رياضة الجري والمشي في اتجاهي سيدي قاسم ودار بلعامري، وسألناهم على هذه الظاهرة، فعبروا لنا عن استيائهم من عدم توفر المدينة على فضاءات للرياضة والتسلية، وعن معاناتهم من الروائح الكريهة في مداخل المدينة، وأنهم يضطرون إلى تقليص أنشطتهم الرياضية بسبب هذه الروائح الكريهة في المسالك الخاصة بممارسة هذا النوع من الرياضة.