لنتأمل هذه الواقعة التي انكشفت خيوطها نهاية الأسبوع المنصرم بأورير بأكادير. تقول الحكاية إن ممرضا بقطاع الصحة العمومية يشتغل بالمركز الصحي أنزي بتيزنيت حول بيته بأورير الى صيدلية سرية تشمل أنواعا مختلفة من الأدوية، ضمنها كمية منتهية الصلاحية، حيث تحول هذا الممرض الى طبيب يشخص الأمراض وصيدلاني يبيع الدواء! وبالطبع، فإن الأدوية المكتشفة هي أدوية نهبت من المركز الصحي الذي يشتغل به الممرض الذي حرم المرضى المترددين عليه من حقهم في الدواء والعلاج. لكن هل حالة هذا الممرض هي حالة فردية ومعزولة، أم أن الامر يتعلق بحالات فساد عامة تجعل من العديدين لا يميزون بين ماهو عام وماهو خاص بهم؟ إنه فعلا استشراء الفساد الذي يجعل بعض من ائتمن على ودائع أو أمانات أو مؤن أو غيرها، يحسبها ملكا خاصا به يفعل بها ما يحلو له دون حسيب أو رقيب. والمشكلة كل المشكلة، هي أنه ليس هناك فعلا حسيب ولا رقيب، وإنما مجرد فضائح تنكشف من تلقاء نفسها عندما تصبح روائحها تزكم الأنوف فقط!