مسافرون من جهات إلى وجهات مختلفة، لم تمنعهم «تقلبات الجو» عدم استقرار درجة الحرارة من التوجه صوب محطة اولاد زيان بالبيضاء قصد الحصول على تذاكر للسفر وقضاء عطلة قد تتراوح مدتها بين شهر الى أسبوع، أوربما مدة يومين فقط قد تكون كافية بالنسبة للبعض للتخلص من ضغط العمل والدراسة والعودة بنفس جديد. صباح يوم الأحد الماضي ( 4 يوليوز 2010 ) كانت بعض شبابيك المحطة مكتظة بالمسافرين تكاد عملية الحصول فيها على التذاكر أن تكون أمرا صعبا وشاقا، وشبابيك أخرى فارغة، لا مسافر أمامها ينتظر دوره للحصول على التذكرة، ولا أحد في الجهة المقابلة سوى كرسي شاغر ومكتب وضعت عليه بعض التذاكر الى جانب كؤوس شاي فارغة! الحصول على تذاكر بأثمان «مناسبة» بعض الشيء، هو ما يدفع العديد من المسافرين إلى التوجه صوب محطة اولاد زيان باعتبارها المكان الأنسب لاستخلاص تذكرة بثمن أقل مما هو عليه لدى بعض الشركات التي تتوفر على «مكاتب» مستقلة داخل المدينة. تقول فاطمة مسافرة الى مدينة خريبكة، «بحكم أننا أسرة مشكلة من أربعة افراد، فالحصول على تذاكر بالعدد نفسه من شركة معينة هو أمر يفوق إمكانياتنا المالية، لهذا دائما نلجأ الى شبابيك المحطة حيث تكون الاسعار مناسبة نوعا ما» . فصل الصيف هو موسم السفر بامتياز، وهذا ما قد يؤثر بشكل أو بآخر على أسعار التذاكر، التي قد تعرف ارتفاعا بنسبة %30 «نظرا لكون الحافلة تغادر المحطة بالعدد المسموح به من المسافرين لتعود اليها بمقاعد فارغة تماما» حسب ما جاء على لسان (ل. يوسف) مساعد سائق. كما هو معلوم فإن ثمن التذكرة ، أو ما يسمى بالتعريفة، يختلف حسب المدينة الوجهة، ففي الوقت الذي يؤكد فيه (علي) ، يعمل بمكتب تؤمن حافلاته الربط بين ورزازات، زاكورة، تزنيت، « أن المكتب يستقبل عددا كبيرا من المسافرين في اليوم الواحد، ما جعلنا نوفر المزيد من الحافللت لاستيعاب العدد الكبير للمسافرين«، فإن (يسري. ش ) ، يعمل بمكتب تؤمن حافلاته الربط بين وجدة، الناظور جرادة، ينفي أن يكون هناك إقبال من لدن المسافرين، مبررا أسباب تراجع الاقبال الى قصر مدة فصل الصيف ، حيث سيشكل الشهر الأبرك نصف مدة العطلة. وبخصوص احتمال أن تكون هناك زيادة في أثمنة التذاكر مع حلول شهر رمضان، يقول علي « لن تكون هناك زيادة كبيرة في الاسعار ، إلا أنني أتوقع أن تتراجع نسبة الطلب». اختيار السفر الى مدينة دون أخرى أو الى جهة دون غيرها، هو ما يبرر فراغ بعض الشبابيك / المكاتب، وكذا تغيير بعض الحافلات لوجهاتها. يقول أحد السائقين :« لقد كنت متجها صوب فاس، و نظرا لعدم وجود أي مسافر الى الجهة المذكورة، قررنا أن نغير الوجهة، وها أنا أنتظر الحصول على ترخيص بذلك». تكاليف السفر تشكل موضوع انشغال ومعاناة كبيرة لدى العديد من الأسر، خاصة تلك التي لها أبناء ، إلا أن توفير تذاكر بأسعار في متناول الجميع وحافلات تراعي مواصفات الجودة والسلامة... يشكل عاملا أساسيا لنسيان وطأة الغلاء هذه ، والحلم بالاستمتاع بأيام عطلة بعيدا عن أي تشويش أو تفكير في هموم الحياة اليومية!