عادت ظاهرة رمي النفايات والردميات على جنبات الطرق وفي الأراضي العارية تطفو من جديد وترخي بظلالها على العاصمة العلمية ، وباتت تنذر بمخاطر لا تحمد عقباها ، خصوصا مع محاولات تكريس وسط المدينة كمستودع للنفايات. وما شهدته الطرق مؤخرا، كان كفيلا برفع منسوب وتيرة المخاوف، إذ تحول ملتقى شارع إمام علي و شارع أبي بكر الصديق وسط المدينة إلى مرمى للنفايات المنزلية وبقايا أغصان الأشجار، التي غطت الموقع، مما أسفر عن تشويه معالم الممرات وأصبحت تهددها بالإقفال، وبات المرور على هذه الطرق صعبا ومحفوفا بالمخاطر، حيث تحجب الرؤية أمام السائقين. عاد إذن « خفافيش » الليل لأدوارهم السابقة ، من دون حسيب ولا رقيب ، وهذا ما بدا واضحا من خلال مشهد الواقعة، التي لا تبعد عن مقر الملحقة الإدارية أكدال إلا ببضع أمتار، الشيء الذي ولد استياء عارما في صفوف أبناء المنطقة والمارة ، حيث استنكروا جميعا الوضع الكارثي ، الذي يسيء إلى جمالية المكان ، أمام صمت الإدارة، بحيث لم يسجل أي تحرك على المستوى الرسمي للحد من مثل هذه التعديات ووقفها أو ضبطها . وأكدت بعض المصادر المتضررة، أن عملية غض النظر ستزيد الأمر استفحالا وتعطي هامشا ومجالا لأعداء البيئة للتحرك بحرية وتنفيذ الفساد خلسة دون الاكتراث لمحاذير أفعالهم وما تنتجه من أضرار على مختلف الأصعدة الاقتصادية والبيئية والسياحية. وتعد هذه النازلة من أغرب المفارقات، حيث اقترنت هذه الصورة الحية بالاحتفال باليوم العالمي للبيئة ، الذي جندت له الدولة كل الإمكانيات المادية واللوجيستيكية من أجل ضبط مصادر التلوث، لكنها كما تفوقت في مناطق وأحياء، أخفقت في أخرى كما هو الحال بملحقتنا. مناطق مجاورة تابعة لنفس الإدارة وتحديدا «بلاد التازي» تعيش نفس الإهمال والتسيب، حيث أصبحت فضاءاتها مكانا لمن لا مكان لنفاياته من مخلفات البناء وغيرها مما يشوه المظهر الجمالي، إذ تذكرنا المنطقة بالحريق المهول الذي شب مؤخرا في ركام لبقايا حفاظات الأطفال منتهية الصلاحية. فكان من المفروض أن يعيش هذا الملتقى وغيره من شوارع وأزقة المدينةالجديدة على إيقاع الاحتفالات بالأيام البيئية ، وتعمل الجهة المعنية من خلالها على نشر ثقافة المحافظة على البيئة البشرية والطبيعية وعلى اتخاذ جميع التدابير لمحاصرة كل المظاهر التي من شأنها أن تساهم في إنتاج التلوث والعمل على الإكثار من حملات التشجير بدل جعل هذه الآفة سيدة الموقف في هذا المحيط .