الاسلوب الذي تدخل به افراد الكومندو «سيرات 13» أثار حيرة المتتبعين والخبراء العسكريين. فافراد هذه الوحدة التي تعتبر نخبة النخبة في الجيش الاسرائيلي، من الرجال المدربين بشكل متطور يمتلكون قدرات فنية بدنية، وذهنية فولاذية، وهم متخصصون في العمليات والتدخلات الصعبة والحرجة. فهل ارتكبوا اخطاء عندما نزلوا من مروحيتين على متن الباخرة «مافي مرمرة». أحد الخبراء العسكريين الفرنسيين، أكد أنه تم تجاهل البعد القانوني، لأن الهجوم تم على بعد ميل بحري من السواحل الاسرائيلية، وعموما مثل هذا الهجوم لا ينفذ إلا أبعد من 12 ميلا بحريا من الساحل، لانك بعد هذه المسافة تكون في المياه الدولية، ومعاهدة الاممالمتحدة حول قانون البحر تمنع مثل هذه العمليات اللهم بعض الاستثناءات مثل القرصنة. الاسلوب الذي اختاره الكومندو يطرح أيضا عدة اسئلة. في العادة لا تتدخل طائرات الهليكوبتر اولا، حيث يصل رجال الكومندو بقواربهم حول الباخرة المستهدفة، ويحاولون الاستيلاء عليها، ويطلب من طاقم السفينة السماح لهم بالصعود. وفي حالة فشل هذه الطريقة الهادئة تقترب قوارب الكومندو من الباخرة المستهدفة من كل الجهات لتشتيت انتباه دفاعات الخصم وتمكين افراد الكومندو من الصعود الى السفينة، وفي حالة فشل هذه الطريقة فقط يتم ارسال طائرات الهليكوبتر، ويتم الانزال بالحبال. والعيب في هذه الطريقة الاكثر سهولة، لكنها الاصعب من حيث التنفيذ، هو أن أفراد القوات الخاصة لا يصلون إلا فرادى وبالتتالي على متن السفينة المستهدفة، وقد كانوا في هجوم الاثنين الماضي حوالي 30 فردا نزلوا على سطح السفينة مرمرة، بينما طاقم الطائرة الأخيرة اضطر للتراجع. ما العمل بعد ذلك إذا ما تعرض الكومندو لهجوم من طرف الراكبين في السفينة كما تدعي الرواية الرسمية الاسرائيلية؟ يؤكد الخبراء العسكريون أن افراد الكومندو يتوفرون على وسائل غير قاتلة للرد على هجمات تنفذ بالسكاكين والسواطير: هناك الرصاص المطاطي، الليزر ووسائل أخرى لشل الحركة. لا يستعمل أبدا الرصاص الحي، إلا عندما يكون أحد افراد الكومندو في وضعية خطر حقيقي. لكن من الواضح أن ما كان مفروضا أن يكون عملية سريعة وخاطفة، تحول الى فوضى ثم كارثة. وأخيرا، هل كان هناك سوء تقدير للوضعية من جانب أفراد الكومندو الاسرائيلي. هذا ما يستشف من تعيلق الناطق باسم الجيش الاسرائيلي الجنرال افي بن اياهو الذي قال: البحرية وضعت نماذج في الإعداد لهذه العملية، ولكن في بعض الحالات، الوضع أعقد من النماذج، أعددنا لمهمة شرطة لمواجهة اعمال عنف، لكننا واجهنا عنفا ذا طابع ارهابي...»