أعلنت الخارجية البريطانية يوم الخميس أنها ستشرع في إنجاز تحقيق قضائي شامل حول ادعاءات محمد بنيام بتعرضه للتعذيب في بلدان من بينها المغرب بتورط من الحكومة البريطانية السابقة. وجاء هذا الإعلان على لسان وزير الخارجية الجديد، ويليام هاغ، الذي قال إن حكومة الائتلاف ستفتح تحقيقا قضائيا شاملا بعد أن ظل وزراء حزب العمل يتهربون من المسؤولية طيلة عدة سنوات. وفي نفس القضية، كان ثلاثة من أبرز قضاة بريطانيا، التابعين للمحكمة العليا، قد أصدروا أمرهم إلى الحكومة البريطانية للكشف عن أدلة تورط جهازي الاستخبارات ((MI5 و((MI6 في قضية تعرض بنيام محمد للتعذيب في المغرب. ورفض القضاة بالإجماع مطالب وزير الخارجية البريطاني الأسبق، ديفيد ميلباند، الذي كان يسعى لعدم الكشف عن ملخص سري من سبع فقرات أصدرته وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي إي) بشأن اطلاع عملاء بريطانيين بتعذيب بنيام، على اعتبار أن ذلك قد يشكل خطرا على تبادل المعلومات بين لندن وواشنطن، وبالتالي تهديد الأمن القومي البريطاني. وكان بنيام قد لد في إثيوبيا وتوجه إلى المملكة المتحدة حيث تمكن من الحصول على اللجوء السياسي سنة 1994، وقضى في لندن سبع سنوات. وفي 2002 اعتقله أمن الحدود الباكستاني بمطار العاصمة كاراتشي عندما كان يهم بالعودة إلى بريطانيا، وقبل ذلك الحين، كانت السلطات الأمريكية قد أصدرت مذكرة بحث عنه بتهمة التخطيط لتفجير مركب سكني في الولاياتالمتحدة. وفي يوليوز 2002، تم نقل بنيام إلى المغرب، مرورا بقاعدة دييغو غارسيا التابعة لبريطانيا في المحيط الهندي، قبل أن يتم التوجه به في يناير 2004 إلى «السجن الأسود» بأفغانستان ومن هناك إلى غوانتنامو.