انتاب طلبة كلية الطب والمدارس العليا للمهندسين وتخصصات علمية أخرى، بمدينة فاس، شعور عارم بالافتخار بالانتماء للمغرب وهم يكتشفون أن أحد أبناء مدينتهم ووطنهم يعمل باحثا بإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا). إنه كمال الودغيري، العالم المغربي الوحيد في المؤسسة الاستراتيجية المذكورة، وهو يشتغل في مختبر الدفع النفاث بالقرب من لوس أنجلوس. وقد اكتشف طلبة فاس الأمر وهم يتابعون، أول أمس الثلاثاء، ندوة صحفية لرائد الفضاء الأمريكي روبرت ساتشر، نظمتها جامعة سيدي محمد بن عبد الله بشراكة مع القسم الثقافي بالسفارة الأمريكية بالرباط. ولكي يحقق الطلبة الحاضرون حلمهم في النجاح وولوج إحدى الوظائف التي توفرها «ناسا»، مثل سليل مدينتهم، كمال الودغيري، نصحهم ساتشر بمتابعة دراساتهم العليا في أوروبا أو روسيا أو كوريا الجنوبية أو الولاياتالمتحدةالأمريكية أو كندا، وتقديم ملف أكاديمي غني، علما بأن عمرهم يجب أن يتراوح بين 35 و40 عاما. في ثمانينيات القرن الماضي، حط كمال الودغيري، الشاب ذي الثماني عشرة سنة حينذاك، الرحال في لوس أنجلوس، وهو لا يعرف من اللغة الإنجليزية سوى كلمات تعد على رؤوس الأصابع، زاده شهادة الباكالوريا وعشق المجرات والنجوم، والإصرار على النجاح وتحدي كل العوائق. هناك تابع دراساته العليا في الاتصالات في جامعة جنوب كاليفورنيا، وفي 1993، بعد دزينة من الاختبارات والمقابلات العلمية نافسه خلالها ما لا يقل عن 5000 مرشح، نجح، بمعية 5 طلاب آخرين، في الحصول على وظيفة باحث في مختبر الدفع النفاث في باسادينا، أحد أهم مراكز البحث التابعة ل «ناسا». ومن بين نجاحاته المهنية الأساسية، ثمة مشاركته ضمن الطاقم العلمي الذي أشرف على هبوط المركبتين الفضائيتين «سبيريت» و«أوبورتيونيتي» على المريخ. ولا يكتفي سليل فاس بعمله ضمن برنامج الفضاء الأمريكي فحسب، بل يشارك بما أوتي من قوة وحماس الشباب في العديد من فعاليات الجمعيات التربوية والتنموية في الولاياتالمتحدة والمغرب.