استقبل مكتب فرع الودادية الحسنية للقضاة بالدار البيضاء صبيحة يوم الخميس، وفداً قضائياً يتزعمه رئيس الجمعية الهولندية للقضاة، وذلك بمقر المحكمة التجارية بالبيضاء، حيث تم عقد اجتماع أولي قدم فيه أعضاء الودادية لزملائهم الهولنديين نبذة ليس فقط عن مؤسستهم وما يقومون ضمنها من أنشطة وإنجازات ومساهمة في تخليق الحياة العامة والممارسة المهنية بشكل خاص، ولكن كذلك الخطوات الحثيثة التي خطاها المغرب في ميدان القضاء وحماية الحريات وصيانة الحقوق. و تدخل خلال هذا اللقاء الأساتذة: عبد الحق العباسي رئيس المكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة بالدار البيضاء، و سلوى الفاسي الفهري رئيسة المحكمة الادارية و عبد الرزاق العمراني رئيس المحكمة التجارية ليرسم كل منهم على حده لوحة مشرفة للقضاء والقضاة بالمغرب من خلال ما ينجزونه من أوامر استعجالية وأحكام ابتدائية وقرارات استئنافية تحظى بقبول ورضى أغلبية المتقاضين. من جهته، الأستاذ رينيرفان زيتفنا رئيس الجمعية الهولندية للقضاة، أكد على أهمية التعاون القضائي، وتبادل التجارب، و ما أصبح يتمتع به المغرب من سمعة مشيرا إلى أن القضاء المغربي له دور فيها. و علمنا أن الوفد الهولندي بعد زيارته للمحكمة التجارية بالبيضاء قام بزيارات مماثلة لمحاكم أخرى بكل من فاس ومكناس، والتقى بمسؤولي الودادية الحسنية والقضاة بها. و تميز لقاء القضاة الهولنديين مع نظرائهم في المكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة (بالمغرب) بالعرض الوجيز والمركز الذي قدمته الاستاذة سلوى الفاسي الفهري والذي أعطت من خلاله لمحة عن القضاء الاداري بالمغرب بصفة عامة، والمراحل التي قطعها الى حين تأسيس المحاكم الادارية بالجهات السبع بالمملكة، ثم توقفت عند تجربتها كرئيسة للمحكمة الادارية للجهة الوسطى، مدلية بإحصائيات حول مختلف النزاعات المعروضة على المحكمة، سواء في إطار القضاء الاستعجالي الذي تشرف عليه أو ضمن قضاء الموضوع، وما أصبح يتمتع به القضاء الاداري من شعبية واحترام لدى المتقاضين وممثليهم لتطبيقه الفعلي للمبدأ الدستوري الناص على سواسية المواطنين أمام القانون. رئيس الوفد القضائي الهولندي أبدى إعجابه وتنويهه ليس فقط بتجربة المغرب في هذا الميدان، ولكن كذلك بما قدمته الأستاذة سلوى من معطيات جعلته يتأكد من قدرة المرأة المغربية عامة، والقاضية خاصة من حيث حسنُ التسيير ودقةُ التدبير، ووفرةُ الإنتاج والكفاءة في تعليل الأحكام، وهي الملاحظة التي سبق وأن أشرنا إليها مراراً بخصوص عمل المرأة القاضية بسلك القضاء الاداري، كما في غيره من مجالات التقاضي، وخير دليل على ذلك، قاضيات ومستشارات المحكمتين التجاريتين بالدار البيضاء، والقسمين المدني والاجتماعي بابتدائية البيضاء واستئنافيتها وبمحكمة الأسرة.وفي غيرها من محاكم هذا الوطن.وهن يشاركن بجهدهن في إقامة العدالة وتحقيق التنمية الفعلية لكنهن لا ينلن ما يستحقنه من الانصاف من وزارة اساس قيامها الانصاف...وسنرى ما ستحمله نتائج دورة المجلس الاعلى للقضاء الاخيرة.