تسعون دقيقة، كانت الحد الفاصل للرجاء للظفر باللقب العاشر للبطولة، وثلاثون ألف نسرأخضر كانوا على أهبة الانقضاض على الدرع، والتحليق به من الرباط الى عاصمة عشاق الخضراء، لكن وادوش في الدقيقة الستين، يعصف بأماني الرجاويين، ويحول أحلامهم الى كابوس حزين، ويؤكد بالقدم فكرة «تيفو» إلترا عسكري، الذي قال بصريح العبارة «الجيش الملكي كابوس لاحلامكم».الكابوس حول منصة التتويج الى الدارالبيضاء، ليعتليها الغريم الأحمر الوداد.الرجاء أخطأت الموعد، وانقلبت في المنعرج، بطريقة قيادتها للمباراة والتي استغرب لها الجميع: غياب الحماس والندية، شلل تام بين الخطوط، وشرود حاد لذهن اللاعبين الى الحد الذي جعل تمريراتهم وتموضعاتهم الخاطئة تعد بالعشرات، كما أن غياب لياقة بدنية قوية في مثل هذه اللقاءات جعلتهم يفشلون في كل النزالات، ويعطون للعسكريين الفرصة بإثبات الذات. على رقعة الملعب كان التفوق للعسكريين، وعلى دكة الاحتياط كان للعمري الذي حول الفريق العسكري إلى سنفونية متموجة ، أما روماو مدرب الرجاء فقد عدم كل الحلول، وفشل في مد لاعبيه بالطاقة الكافية لمسايرة إيقاع العسكريين، رغم التغييرات والتوجيهات، ورغم متابعته للمباراة مرة على ركبتيه أو واقفا، ممسكا برأسه من كثرة الذهول، وكأنه خائف عليها من السقوط، وقد كان التأكيد من رجل وادوش في الدقيقة الستين عندما تخلص من كماشة أولحاج والزكرومي وسط مربع العمليات، وليهزم الجرموني زميل الأمس، ويحرمه من فرحة تتويج كان سيبعث من خلالها آلاف الإشارات. هدف وادوش جعل النسور الخضراء بالمدرجات، يقتلعون الكراسي ويدخلون في هيجان غريب، وبعدها سيكون صمت رهيب بعد أن علم بانتصار الوداد أيضا في تلك اللحظات، وليزيد عشاق العسكريين، من ازدرائهم، ويغوص النسور في انكماشهم، لكن الازدراء سيكون عندما اندلع الشغب بمدرجات الخضربعد أن أعلن الحكم التيازي نهاية المباراة بضياع درع البطولة من الرجاء لأدائها الباهث، وحماس العسكريين اللافت والذين انهووا البطولة في أجمل صورة، وذاك كان أقصى مايمكن من الأمنيات. تصريحان عزيز العمري مدرب الجيش الملكي مباراة اليوم هي رسالة إلى كل الأندية خلال الموسم المقبل والتي تؤكد بأن الفريق العسكري هو فريق قوي. الانتصار اليوم كانت له عدة أوجه: فهناك انتصار للتحكيم وانتصار للفرجة التي كان الفريق العسكري مبدعها، وهناك انتصار جلب هذا العدد الهائل من المتفرجين، حيث أن الملعب كان مملوءا عن آخره، وهذه أجمل صورة. روماو مدرب الرجاء لايمكن دائما أن نفوز بلقب، أنا فخور بلاعبي الرجاء، أنا فخور بأنني مع الرجاء، أهنئ لاعبي الفريق الرجاوي، واسمحوا لي بالذهاب الى مستودع الملابس لأوجه بعض الكلمات إلى اللاعبين، وشكرا.وهذا كل ما قاله روماو. لقطات - قاد الحكم التيازي المباراة بصرامة ولم يتردد في إخراج الورقة الصفراء ست مرات والورقة الحمراء مرة واحدة أخرجت النقاش في آخر الأنفاس من المباراة، لكن رغم ذلك كان التيازي رحيما بابن مدينته الجلايدي الذي لم ينل إلا التنبيه الشفوي رغم الخشونة التي أبداها أكثر من مرة . - المساعد الاول للحكم التيازي كان من خارج الثلاثي، وكان الفيلالي من مدينة فاس. - أشرف على مراقبة منصة الصحافة عميد وأربعة ضباط ورجلا أمن، الشيء الذي جعلها بعيدة عن المتطفلين ، كما قدمت كل المساعدات لرجال الاعلام من أجل تسهيل مهمتهم، وذلك من خلال السماح لهم ولوج الملعب من المنصة مباشرة. - تابع المباراة حوالي خمسة وخمسين ألف متفرج منهم ثلاثون ألف متفرج رجاوي. - أطر الجانب الأمني حوالي أكثر من 5000 رجل أمن وقوات مساعدة، كما حضرها ولأول مرة «القياد»، وذلك لتعزيز الأمن. -الدخول إلى ملعب مركب الأمير مولاي عبد الله ابتداء من الساعات الأولى صباحا. - قام رجال الوقاية المدنية بدور هام وذلك بتوفير ماء الشرب لكل المتفرجين ومن خلال فتح القنوات المحيطة بالمركب الرياضي والخاصة بمواجهة الحرائق. - سبع قطارات وعشرات الحافلات والسيارات الخاصة أقلت المتفرجين البيضاويين، من محطة القطارات باتمارة والحافلات بالقامرة، وكان على رجال الأمن والقوات المساعدة مرافقة الكل من وإلى الملعب. وقعت عدة إغماءات في صفوف المتفرجات الرجاويات كما سجلت عدة إصابات استدعى بعضها العلاج في عين المكان وأخرى تم نقلها إلى المستشفى كان من بينها رجل أمن أصيب في رأسه بعد أن أصابه كرسي رمي به من أعلى المدرجات. - قطع مجموعة من المتفرجين المسافة بين البيضاءوالرباط مشيا على الأقدام، إنه «حب الخضرا مون امور». الجيش الملكي يحرم الرجاء من اللقب للمرة الثانية مرة أخرى ينكسر طموح الرجاء البيضاوي في التتويج بلقب البطولة للمرة الثانية، بعد سنة 2005، عندما منح أرمومن اللقب للعسكريين، بعد الفوز على الرجاء بمركب محمد الخامس بالدارالبيضاء. وهذا الموسم يتكرر نفس السناريو، بفضل هدف اللاعب جواد وادوش، الذي سيبقى راسخا في ذاكرة الرجاويين كما الوداديين، الذي انطبق عليهم مثل « مصائب قوم عند قوم فوائد».