تهور، اندفاع أم تحد؟ ذاك هو السؤال الذي يطرحه عدد من المنتمين إلى الأسرة التربوية، ومعهم مجموعة من الأمهات والآباء وعدد من المواطنين عموما، وهم يقفون متسائلين/مستغربين لمشاهد تتكرر يوميا عشرات المرات أمام مجموعة من المؤسسات التعليمية،الإعدادية والثانوية، العامة والخاصة، والتي حول مجموعة من التلاميذ/السائقين محيطها إلى مدار/حلبة، للتسابق و«التفاخر» بإبراز المهارات والقدرة على القيادة المجنونة التي لا يتم خلالها استحضار أي وازع قانوني أو أخلاقي؟ لحظات من المتعة للبعض والرعب للبعض الآخر، ففي الوقت الذي تجد فيه الفئة الأولى ذاتها / لذتها في القيام بحركات بهلوانية خطيرة من أجل جلب الاهتمام، فإن الفئة الثانية تقف مشدوهة لما يقع أمامها محاولة تفادي دراجات الموت، التي تحمل بين ثنايا عداداتها وإطاراتها وهياكلها المعدنية الكثير من الخطر، الذي تعرض له غير ما مرة السائقون كما المارة، والتي وصلت لحد مفارقة الحياة، حيث لايزال الجميع يستحضر وقائع الحادثة المميتة التي سبق وأن وقعت بمحيط عين الذئاب. سلوك ونتائج واحدة تتجسد في سيلان الدم على الأسفلت البيضاوي، كما هو الحال بالنسبة لإحدى التلميذات التي غادرت مساء الثلاثاء من الأسبوع الفارط قاعة الامتحانات متوجهة صوب بوابة الثانوية التأهيلية محمد الخامس المقابلة لحديقة الإسيسكو «مردوخ»، وما أن خطت أولى خطواتها وهي تعبر الشارع حتى اصطدمت بها دراجة نارية كان سائقها يقوم باستعراض بهلواني من طينة الحركات البهلوانية التي يعرفها محيط غالبية المؤسسات التعليمية، فأصابها مباشرة على مستوى الرجل، متسببا لها في أضرار متعددة حتمت نقلها إلى المستشفى من أجل تلقي العلاج! ممارسات يومية يقوم أبطالها بعملية «الكابراج» والسياقة من الخلف، أو وقوفا، والقفز والانحناء لالتقاط أشياء على الأرض ... وغيرها من الحركات البهلوانية التي لاتمت لعالم الضحك والمرح بأية صلة، وإنما هي أقرب إلى الموت أو إلى إنتاج عاهات مستديمة، الأمر الذي يطالب معه المتضررون من كل الفئات السلطات الأمنية بمواجهة الأمر بكثير من الصرامة ومحاربة الظاهرة وإيلائها الاهتمام على غرار ترويج المخدرات وباقي المظاهر والحالات الشائنة وغير القانونية.