لأول مرة في تاريخ مجلس فاس تنعقد دورة عادية في سرية تامة. وهكذا كان موعد المستشارين مع هذه الدورة يوم 2010/04/29، غير أنه ضرب حصار أمني شديد على كل أبواب جماعة فاس، حيث استعمل المجلس رجال الأمن والحرس الخاص ولم يتمكن من ولوج قاعة الاجتماعات إلا المستشارون والصحافيون المسجلون في لائحة قامت بإعدادها مندوبية الاتصال... وهي لائحة لم يسجل فيها عدد كبير من صحافيي مدينة فاس، الأمر الذي سجله الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بفاس بامتعاض شديد. وقد برر الرئيس أن سبب سرية انعقاد هذه الدورة يرجع لكون الجماعة توصلت يوم 27 أبريل 2010 بمراسلة من ولاية فاس تدعو إلى ذلك طبقا للفصل 63 من الميثاق الجماعي. هذا وقد انطلقت الدورة في جو مشحون، حيث تم تبادل الكلمات النابية بين الرئيس وفريق الاصالة والمعاصرة، كما طالب المستشار حسن التايقي نقطة نظام مستعملا مكبرا للصوت حمله معه ليؤكد أن هذه الفكرة ابتدعها فريقه، نظرا لكون الرئيس يحرمه من تناول الكلمة. وفي رده على هذه الملاحظة، أشار الرئيس إلى أنه يسير الدورة بطريقة ديكتاتورية هادفة طبقا للقوانين الجاري بها العمل. الدورة قبل مناقشة جدول أعمالها الذي يظم 11 نقطة، بالإضافة إلى نقط أخرى مقترحة من طرف السلطات المحلية، عرفت كثيرا من نقط النظام، حيث أبدى كل من فريق العدالة والتنمية وفريق الأصالة والمعاصرة ملاحظات حول عدم إدراج بعض النقط التي اقترحها، كما أبدوا ملاحظات تتعلق بحرمان جمعيات المجتمع المدني من منح الجماعة، خاصة أن هذه الجمعيات تقوم بدور فعال في تأطير المجمتع المدني. في حين استفادت جمعية روح فاس من منحة قيمتها 2 مليون درهم. رغم أن هذه الجمعية تتوفر على إمكانيات مادية ودعم وطني ودولي هام. وقد ثمن فريق العدالة والتنمية قرار المجلس الذي اتخذه في دورة فبراير الماضية والخاص بمحاربة الشيشا، كما ثمن دور السلطة المحلية في تطبيقه وطالب بمحاربة أماكن القمار وغيرها من المحلات المشبوهة. من جهته، احتج فريق الأصالة والمعاصرة بشدة على الاختلالات والتطاولات التي شابت الدورة السابقة مذكرين بأنهم رفعوا دعوى قضائية في الموضوع، وطالبوا بتأجيل الدورة إلى أن يقول القضاء كلمته، كما طالبوا بالرفع من الميزانية المرصودة للدور الآيلة للسقوط. شباط أشار إلى أن بعض اللوبيات تحاول عرقلة مشاريع الإنقاذ بالمدينة العتيقة وخاصة مشروع إعادة هيكلة فندق الشماعين والسبطريين ومشروع للايدونة الذي تموله جمعية الألفية الثالثة الأمريكية، كما دافع عن تدعيم الدور الآيلة للسقوط حماية للأرواح البشرية، مشيرا إلى أن هناك برنامجا مشتركا بين الجماعة ووزارة الإسكان وإحدى الجمعيات يقدر ب 48 مليار درهم خصص لمعالجة المشكل، وأوضح أن هناك من يعمل على اقتلاع الأبواب والقباب الأثرية لتزيين الفنادق ودور الضيافة ويزيد في تعقيدها، وهناك من يسرق الأخشاب المدعمة ويبيعها. هذا وقد تدخل ذ. جواد الكناوي باسم الاتحاد الاشتراكي، مطالبا بتفعيل الميثاق الجماعي، وجعل المناقشات جدية للدفاع عن مصالح المدينة، مبديا عددا من الملاحظات حول التدبير المفوض لشركة خاصة بنقل الجرحى والأموات، مؤكدا أن فريقه لن يشارك في الدورات المقبلة ولن يكون ضحية للخلافات السياساوية بين الفرق المتناحرة. ولم يمنع التلاسن من تصويت فريق الأصالة والمعاصرة على تفويت القطعة الأرضية الهامة لشركة هولدينغ «مرجان» على اعتبار أن الشركة منتجة وتشغل عددا كبيرا من الشباب الفاسي، في حين رفض فريق العدالة والتنمية هذا الطرح واعتبر أن المجلس فرط في عقاراته وأبدى تخوفه من تحويل هذا المشروع إلى عمارات وفيلات بدل استغلال هذه القطعة في مشاريع استثمارية. وحول تحويل الاعتمادات، فقد بلغ عدد المصوتين بنعم 50 وصوت كل من فريق العدالة والتنمية بالرفض ب 21 صوتا وامتنع فريق الاتحاد الاشتراكي عن التصويت، كما تم تعليق بعض النقط بعد مغادرة العمدة للدورة لظروف طارئة، من بينها مشكل النقل الحضري، وتمت مناقشة باقي النقط المقترحة من طرف السلطة.