في الصباح الباكر ليوم فاتح ماي 2010، التحق الفيدراليون والفيدراليات بكثافة إلى ساحة الحرية للاحتفال بعيد الشغل ، وابتداء من الساعة العاشرة، افتتح الاحتفال بكلمة المكتب المركزي التي قدمها العربي حبشي، عضو المكتب المركزي، وبعد ذلك تم تقديم كلمة الاتحاد المحلي من طرف عبد الرحيم الرماح كاتب الاتحاد المحلي، وفي جو حماسي كبير انطلق الاستعراض مرورا من شارع للامريم، شارع الحسن الثاني، شارع السلاوي شارع محمد الخامس، شارع الشفشاوني لينتهي في ساحة المقاومة، والذي حضره حوالي 3000 مشارك يمثلون 45 قطاعا. جاء فيها: «منذ فاتح ماي الماضي تم إنجاز عدة مهام من طرف الفيدرالية الديمقراطية للشغل بفاس ومنها ما تم القيام به في مجال التكوين من خلال تنفيذ برنامج تضمن عدة مواضيع تهم القطاعين العام والخاص، حيث تم تنظيم لقاءين بتنسيق مع المديرية للضمان الاجتماعي، الأول حول الخدمات التي يقدمها الصندوق للمأجورين بالقطاع الخاص والثاني حول التغطية الصحية الإجبارية، وتم أيضا تنظيم لقاء بتنسيق مع التعاضدية العامة لموظفي الإدارة العمومية حول الخدمات التي تقدمها للمنخرطين ، كما نظم الاتحاد المحلي لقاء حول تطبيق مقتضيات مدونة الشغل. وفي مجال إيجاد الحلول لنزاعات الشغل، تم التمكن من إيجاد حلول لعدة نزاعات، كما لم نتمكن من إيجاد الحلول لبعضها الأخر بسبب العداء الذي يكنه بعض أرباب العمل لحق الانتماء النقابي ولقانون الشغل وقانون الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. ودون أن ننسى أن هناك العديد من أرباب العمل الذين يحترمون القانون والذين تربطنا معهم علاقات إيجابية وموضوعية لصالح المقاولات والعمال. وفي مجال التنظيم وتوسيع الإشعاع الفيدرالي استمرت وتيرة الإلتحاقات بصفوف الفيدرالية منذ شهر أكتوبر لسنة 2008 حيث التحقت عدة قطاعات بعد فاتح مايو الأخير ومنها: عمال AMT روكس سابقا عمال نادي الكولف الملكي مستخدمو وأطر مركز الإتصال ويبهلب، موظفو غرفة الصناعة التقليدية بفاس، موظفو غرفة الصناعة والتجارة والخدمات بجهة فاس بولمان مستخدمو الخيرية الإسلامية الفاسية. عمال مؤسسة وودكوب للمصنوعات الخشبية. و بهذه المناسبة، نحيي هذه القطاعات على التحقاها بصفوف منظمتنا. وعلى مستوى الأفاق، سنعمل على ترجمة من جاء به النداء الذي أصدره الاتحاد المحلي حول فاتح ماي لهذه السنة والذي دعونا فيه إلى : { احترام الحريات النقابية. { دعم الإستثمار وحماية المقاولة. { تعميم التصريحات في صندوق الضمان الاجتماعي على أساس أيام العمل المنجزة وحقيقة الأجور المتوصل بها. { تطبيق مقتضيات مدونة الشغل. { تلبية مطالب المأجورين بالقطاعين العام والخاص والجماعات المحلية. * تعميم العمل باتفاقيات الشغل الجماعية. وبالساحة المقابلة لجنان الحارثي جيليز، كان اللقاء، لقاء مناضلات ومناضلي الفيدرالية الديمقراطية للشغل للاحتفاء بمناسبة تعاهدوا على ألا يخلفوها مهما كانت الظروف ، المناسبة هي تخليد ذكرى فاتح ماي. لافتات نمقتها يد فنان، وخطت على ثوبها شعارات ورسائل تذكر من يهمهم الأمر بمعاناة العاملة والعامل، والفلاحة والفلاح، والموظفة و الموظف، وما يتهدد المدرسة العمومية من أخطار، وما يتربص بالمؤسسة الإنتاجية من مهالك، وما يحيط المرفق العمومي من منزلقات. حناجر تلهج بأناشيد حماسية، وشعارات كلها قلق وتخوف من المستقبل، وتشريح لوضع الشغيلة، وغضب من إهمال المسؤولين. أكثر من 1200 مناضلة ومناضل ملؤوا ساحة جنان الحارثي، وتحلقوا حول المنصة الشرفية التي امتلأت عن آخرها بضيوف من الهيئات السياسية الحليفة، والجمعيات الصديقة، والمنظمات الشبابية الحاملة لقيم الحداثة والتقدمية. كانت انطلاقة الحفل حوالي الساعة العاشرة صباحا بلحظة اعتراف، حيث تم تكريم أربعة من المناضلين في لحظة حميمية ربطت الماضي بالحاضر، وأعطت المثال للجميع أن الفيدرالية الديمقراطية للشغل وفية لمناضليها بقدر وفائهم لها، وأنها تعترف بالتضحيات التي قدمها هؤلاء المناضلون في سبيل تحقيق كرامة الشغيلة المغربية. كلمة الاتحاد المحلي التي ألقاها نائب كاتب الاتحاد المحلي الحسين بودريبيلة خلص فيها إلى أن الأوضاع إذا استمرت على هذا الشكل فقد ينتج عنها وضع لا يمكن توقع تداعياته، كالرجوع بالبلاد إلى الوراء و إيقاف النماء الاقتصادي والاجتماعي، مجددا مطالبة الجهات المعنية ببذل جهد أكبر لحث أرباب العمل الكف عن إعاقة الجهد الوطني الديمقراطي الذي نسعى جميعا إلى إرسائه، للسير قدما نحو التطور و التقدم و إبداع شروط إنتاج الثروات، والحد من عوامل الفقر والأمية، و بالتالي استئصال بوادر الجنوح إلى التطرف، ونبذ الاختلاف، وتجدير ثقافة التضامن للحد من الفوارق، محددا أعراض الخلل في سوق الشغل في عدم تطبيق مدونة الشغل على علاتها، وعدم احترام الحرية النقابية، وتحويل نظام التشغيل الدائم إلى نظام التشغيل المؤقت، والتسريح و الطرد لأسباب واهية و لخلفيات نقابية، داعيا إلى جعل الاحتفاء باليوم العالمي للشغل نافذة للتعبير عن الغضب ضد كل من لا صلة له بالدفاع عن الحق، و القانون، و الحرية، و الممارسة الديمقراطية بجميع تجلياتها الثقافية و الاقتصادية و الاجتماعية. كلمة المكتب المركزي ألقاها عضو الفريق الفيدرالي بمجلس المستشارين محمد دعيدعة، حيث ركز على المغزى من اختيار الفيدرالية الديمقراطية للشغل لشعار: « تأمين الحقوق الأساسية دعامة لبناء جهوي ديمقراطي ومتضامن» موضحا أن الفيدرالية الديمقراطية للشغل تراهن على تأسيس جهوية عصرية في كل أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، تأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل جهة لتأمين الحقوق الأساسية للمواطنين من تعليم وصحة وشغل ونقل.... في إطار التماسك الاجتماعي، وبناء تعاقد جديد بين الدولة والجهات بما يضمن الاستقرار في إطار الوحدة المغربية، والتضامن بين الجهات. وأشار المستشار البرلماني محمد دعيدعة إلى أن واجب التضامن يفرض علينا اليوم أن نتذكر كل المواطنين المغاربة ضحايا الكوارث الطبيعية التي عرفها المغرب في موسم الأمطار الماضي، وكذا كافة المأجورين الذين فقدوا مصدر عيشهم بسبب تعرضهم للطرد والتسريح. كما جدد التضامن معهم ومع كافة المنكوبين،وطالب الحكومة والسلطات المعنية بالإسراع في تنفيذ المساعدات الاجتماعية لفائدتهم بما يحفظ كرامتهم. البعد القومي كان حاضرا في كلمة المكتب المركزي بالتأكيد على التضامن الدائم واللامشروط مع الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي. وشدد محمد دعيدعة على مطالبة الحكومة بتحمل مسؤوليتها في تدبير ملف الحوار الاجتماعي، وتحمل ما يمكن أن ينتج عن تماطلها و لامبالاتها، مع الإشارة إلى أن الفيدرالية الديمقراطية للشغل لن تقف مكتوفة الأيدي أمام مايحدث من انتهاك لحقوق العمال والمأجورين من طرد تعسفي واقتطاع من الأجرة بدون مبرر، ومن سوء تدبير داخل المؤسسات الإنتاجية و المرافق العمومية. المسيرة العمالية كانت آخر نشاط في هذا العيد العمالي، حيث اخترقت حشود الفيدراليات والفيدراليين شارع محمد الخامس، مرددين شعارات كلها غضب وقلق وتنديد بالانتهاكات التي تطال الشغيلة المغربية.