قرر يوسف الخطاب مغادرة الولاياتالمتحدة والعودة إلى المغرب للاستقرار بمدينة تطوان، حيث يشرف على أحد محلات الأكلات الخفيفة بالمدينة. لكن عودة يوسف إلى المغرب جاءت بعد أن أثار ضجة في الولاياتالمتحدة، نظرا لمواقفه التي يعتبرها اليهود تحريضا ضدهم من خلال مقالات كان ينشرها على موقع «ريفولوشن موسليم»، الذي أسس فرعه بنيويورك، لدرجة أن العديد من المنظمات اليهودية رفعت دعوى ضده، لكنه حصل على البراءة بدعوى حرية التعبير، ثم رحل إلى المغرب بعد أن قررت تلك المنظمات تنظيم مظاهرة أمام منزله ببروكلين. مواقف يوسف الخطاب من اليهود لم تأت بمحض الصدفة، إذ كان بنفسه أحد المنتسبين إلى الديانة اليهودية، بل وإلى إحدى طوائفها الأكثر تشددا، حيث رأى النور سنة 1969 في المغرب وسط أسرة يهودية، وكان حينها يحمل اسم «جوزيف ليونارد كوهين»، لينتقل بعد ذلك رفقة أسرته إلى الولاياتالمتحدةالامريكية وهو لا يزال صبيا. مكث هناك وتلقى تعليما يهوديا، إلى أن انتقلت أسرته مرة أخرى إلى إسرائيل، وبالضبط إلى قطاع غزة، حيث حصل على الجنسية الإسرائيلية. اعتناق يوسف وزوجته للإسلام جاء خلال زيارتهما للمغرب سنة2002، وبعودتهما إلى إسرائيل، قررا الانتقال رفقة أبنائهما إلى أحد الأحياء العربية بالقدس الشرقية، حيث اشتغل لحساب إحدى المؤسسات الخيرية الإسلامية. وبمرور الوقت، انخرط مع أحد المواقع الإلكترونية التي تعمل على دعوة اليهود إلى الإسلام. بعد عودة قصيرة إلى المغرب مرة أخرى، سينتقل يوسف سنة 2007 إلى الولاياتالمتحدة وسيؤسس فرع نيويورك لموقع «ريفولوشن موسليم غروب» الذي يقوده الشيخ عبد الله الفيصل، ثم سيتم تعيينه بعد ذلك أميرا عليه، قبل أن يعلن انسحابه منه بشكل تام. وفي حوار أنجزه مع موقع «ذي بروكلين إنك» قبل أسبوع، قال يوسف: «أكره الولاياتالمتحدة. أفضل العيش في غرفة منفردة على العيش في مكان من ذلك القبيل. إجمالا، أنا أكره المحيط هناك، ولا أكترث لانتقاده من الخارج. أنا لا أريد أن تحيط بي تلك الثقافة المادية، فأنا لا أتحملها. لست أنا فقط، بل غالبية الناس لا تتحملها. وكان أمامي خيار، وكنت حرا لأختار، فكان علي المغادرة، وأتمنى ألا أضطر للعودة».