اختارت الجزائر التراب الاسباني لتحشد الدعم المدني لاطروحة الانفصال. فلأسباب تاريخية تحضر قضية الصحراء في هذا البلد الايبيري لان اسبانيا احتلت المنطقة لعدة عقود. هناك اربع مستويات يستند عليها التحرك الجزائري لمناوءة المغرب ورسم صورة سياسية و«حقوقية» تنازع في وحدته الترابية . فمن بوابة الحزب الشعبي اليميني الذي تربطه والقيادة السياسية الجزائرية علاقات وطيدة تم استصدار قرارات وتوصيات من الموسسات التشريعية والتنفيذية لمساندة البوليساريو، بالإضافة إلى الشيوعيين المنضوين داخل «اليسار الموحد» الذي يناوئ المغرب في جميع المجالات لأسباب إيديولوجية، وهو ما استغلته الجزائر للترويج لأطروحة الإنفصال التي وجدت لها تربة خصبة داخل هذا المكون السياسي . وثانيا هناك منابر اعلامية يحضر فيها بشكل مستمر ملف الصحراء من زاوية ان المغرب بلد «يحتل »الاقليم و«يغتصب» حقوق سكانه. وثالثا ، تقديم الدعم المادي والتأطيري لجمعيات صحراوية تتعدد أنشطتها وتتنوع مبادراتها . ورابعا ، نجحت الجزائر في خلق بنية جمعوية باسبانيا مساندة للبولسياريو اذ يوجد هناك اكثر من 450 جمعية «صداقة وتضامن» و3000 عملية توأمة او تحمل مصاريف ل 8000 طفل صحراوي بهدف قضاء العطل او الدراسة . وتستفيد هذه الجمعيات من منح تقدمها البلديات الاسبانية تفوق 15 مليون اورو سنويا. تستغل الجزائر هذا النسيج السياسي الاعلامي الجمعوي في كل المناسبات وتحشده في كل المعارك ضد المغرب، وتتكفل بمصاريف نقل نخب هذا النسيج الى مؤتمرات دولية او جهوية او رحلات سياحية لتنظيم «ماراتون» جنوبالجزائر أو وقفات بماتسميه ب«المناطق المحررة ».