حشدت الجزائر كل إمكانياتها الدبلوماسية والإعلامية لمناوءة المغرب في قمته مع الاتحاد الاوروبي بغرناطة، وعبأت لوجستيكا مهما كي تنظم مظاهرة بهذه المدينة الإسبانية لمساندة أطروحة معاداة الوحدة الترابية لبلادنا. فجرائد النظام الجزائري وأجهزته المخابراتية فتحت صفحاتها للترويج لأخبار تصور للقارئ وكأن غرناطة هي البوابة التي سيتخطى منها البوليساريو الجدران الأمنية للانتشار في مدن ومناطق صحرائنا. وقد أطرت عناصر المخابرات الجزائرية هذه التحركات، وسعت إلى اقتحام وسائل الإعلام المحلية والدولية التي تابعت وقائع القمة وملفاتها . لكن كل رهانات الجزائر فشلت، وانهارت مخططات الانفصاليين في ابتزاز موقف من الاتحاد الأوربي ومسؤوليه ينسجم وشعاراتهم، لذلك نراهم في اليوم الثاني للقمة يعتمدون على أسلوب جديد أبرز وجوهه النفخ في عدد الأشخاص الذين حضروا إلى مظاهرتهم وادعوا أنهم لبوا «دعوتهم» ب «الآلاف»، واختلقوا رقما خياليا للمشاركين في ندوة لهم لم يساهم فيها إلا قلة قليلة من عناصرهم، وقولوا رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي ما لم يقله في تصريحاته بشأن الصحراء، واعتدوا على مراسل قناة تلفزية ...وشنوا هجوما عنيفا على إسبانيا. بيان قمة غرناطة كان واضحا في دعمه لجهود المغرب في إيجاد حل سياسي دائم، لكن «ترسانة» الجزائر تعاملت معه كمن يخفي الشمس بالغربال .