اعتبر الكاتب المغربي فؤاد العروي، المقيم بأمستردام بهولندا، اختيار أكاديمية «كونكور» له، ضمن لائحة الكتاب الذين يتنافسون على جائزتها (صنف القصة) التي تمنحها في 4 ماي المقبل، في حد ذاته تشريفا واعترافا بقيمة ومكانة الأدب المغربي على المستوى الدولي، والإعلان عن اسمه ضمن خمسة أعمال مرشحة منها عمله القصصي، «اليوم الذي لم تتزوج فيه مليكة» الصادر عن دار النشر غوليار، يشعره بالاعتزاز. وعن وجهة نظره، حول سؤال النشر بالمغرب، فحدد العروي ملامح الناشر المهني الحقيقي، الذي يجب أن تتوفر فيه مواصفات المثقف والمواكب لجديد الساحة الثقافية، والمتفهم لمعنى الدور الثقافي الحقيقي الذي يجب أن يلعبه الأدب في حياة المجتمع، والمدرك لمدى تأثير الثقافة والإبداع والفكر في الحياة اليومية للمواطن. واعتبر العروي الناشر، هو تلك المؤسسة التي تسعى إلى فتح المجال أمام الأصوات الشابة للتعبير عن إرهاصاتها وتصوراتها تجاه العالم وقضاياه، مضيفا أن الناشر المحترف لهذه المهنة هو الذي يقدر الكاتب، والمفكر والباحث...، ويعمل على تأمين ظروفه المعنوية والمادية، وذلك في إطار علاقة شفافة، خصوصا فيما يخص جانب التوزيع.. ، ليتساءل، هل مثل هذا النموذج من الناشرين موجود بالمغرب اليوم؟.. وفي سياق الحديث معه، أفصح فؤاد العروي عن إعجابه وتقديره لرواية «زمن الأخطاء» للراحل محمد شكري، مشيدا بصدق مضمونها وطريقة كتاباته الإبداعية التي تذكره بروايات الكتاب العالميين الكبار. وعن جمهور القراء، الذين حدد ملامحهم في المتتبعين لحركة النشر بالمغرب، أكد العروي، خصوصا بعد اللقاءات التي جمعته مؤخرا بالجمهور سواء بمعرض الكتاب بطنجة أو اللقاء الذي عقده بالمعهد الفرنسي بفاس مؤخرا، أن هناك اهتماما كبيرا بالكتاب والكاتب، الشيء الذي يضع الكتاب والمفكرين والباحثين.. أمام مسؤولية كبيرة تستدعي الإنصات بعمق لاقتراحاتهم وأفكارهم وتحليلاتهم، وأحيانا أخرى لمؤخذاتهم، مؤكدا أن القارئ هو قوة اقتراحية وتعبيرية أساسية في مسار الكاتب. وعمل العروي «اليوم الذي لم تتزوج فيه مليكة »، عبارة عن سرد يتمحور حول مناقشات مجموعة من الشباب الخامل بمدينة الدارالبيضاء يحاولون إعادة تشكيل العالم انطلاقا من تطلعاتهم. ويصف العروي، في هذه القصة الجديدة ، شباب بلاده وأحلامهم ورغبتهم في التحرر من التقاليد والانطلاق نحو الحداثة.