بلًّغ صحافي من وكالة «كابا»الفرنسية بعد إنجازه تحقيقا حول اغتصاب الأطفال،ضمن برنامج «Les Infiltrés» الذي تبثه قناة «فرانس 2» ، بلّغ البوليس عن أسماء22 شخصا يقومون باغتصاب الأطفال و يصورون أفلاما إباحية لهم يتم نشرها على الانترنيت، بعدما تقمص شخصية مصور بورنوغرافي ليندس في عمق الشبكة ويتعرف على عناصرها، الأمر الذي أثار جدلا إعلاميا قويا في فرنسا حول العلاقة بين الصحافي والبوليسي. «ليبراسيون» الفرنسية استقت وجهات النظر، المعارضة والمؤيدة، هنا ترجمة لملفها بتصرف تسلل الصحافي «لورون ريتشارد» من وكالة CAPA «كابا» الفرنسية إلى شبكة تقوم باستدراج الأطفال واغتصابهم وتصوير أفلام برنوغوافية لهم تنشر في الانترنيت ، في إطار تحقيق صحفي حول الظاهرة، مقدما نفسه على أنه مصور لأفلام البورنو، مما مكنه من الإلتقاء بالشاذ الكندي الشهير «ريشارد»الذي كان محكوما بعشر سنوات سجنا، والذي أطلعه على خبايا هذا العالم و الملايين من الصور البرنوغرافية للأطفال التي يمتلكها وكيفية استدراجه للأطفال، وتم تصوير كل ذلك بواسطة كاميرا خفية . بعد بث الحلقة اتصل الصحافي بالبوليس ليعطيهم أسماء 22 شخصا يغتصبون الأطفال، التقاهم وجها لوجه أو عبر شبكة الأنترنيت . التحقيق أثار بالطبع استياء كبيرا في نفوس المشاهدين الذين أدانوا الظاهرة ،لكنه أثار نقاشا ساخنا حول هل يحق للصحافي أن يكون «برگاگا» للبوليس.؟ وكالة «كابا» استندت في دفاعها عن هذا القول على القانون الفرنسي في فصليه «3 -434 الذي يعاقب الاشخاص الذين يتسترون على كل من اغتصب قاصرا،والفصل 434-1 الذي يعاقب كل من كان يعلم بوقوع جريمة ولم يبلغ عنها» استناد الوكالة على هذين الفصلين من القانون لم يقنع البعض ،حيث اعترضت الكاتبة العامة للنقابة الوطنية للصحافيين عن هذا بالقول «إنه من المبتذل الإختباء وراء هذا التبرير، عندما يشتغل الصحافي في إطار مهنته ،عليه أن يحتكم لقانون حماية المصادر فقط، بغير هذا سنقضي على هذه المهنة» الصحافي ريتشارد، في رده عن ماراج حول تبليغه للبوليس، أكد أنهم في الوكالة يستشيرون محاميهم قبل الشروع في أي تحقيق «نعلم أنه إذا كنا شاهدين على جرائم اغتصاب القاصرين يجب علينا التبليغ عنها ،لايمكن أن نختبئ وراء بطاقة الصحافة» وهو الموقف نفسه الذي عبر عنه رئيس نقابة الوكالات الصحفية المتلفزة، الذي ذهب إلى أنه «يجب التعامل مع الصحافي حسب الصفة التي يكون فيها، فإذا لم يتقدم بصفته كصحفي وتقمص دورا آخر ليندّس في خلية أو شبكة فهو مشارك في هذا الفعل بحكم هذه الصفة» «نحن صحافيون ،لكننا قبل كل شئ مواطنون» رئيس وكالة «كابا» في دفاعه عن عمل صحافييه، أوضح أنهم لا يُبَلّغون عن الأشخاص ولكن يحذرون من الممارسات التي تسئ للناس «40 عاما وأنا أحمي مصادري، في هذه الحالة هذه ليست مصادر ،لأننا قمنا بالتحقيق والتنقيب بأنفسنا دون الاعتماد على أية مصادر ،عندما نعلم أن قاصرين سيكونون ضحية شواذ من المستحيل أن لا نمنعهم ونترك الجريمة تقع ، هل إذا اندسسنا في شبكة إرهابية وعلمنا أن قنبلة ستنفجر في الميترو وستقتل 150 شخصا ،هل نتكتم عن الخبر، فقط، لأننا صحافيين ؟ بالعكس ، نحن صحافيون ،لكننا قبل كل شئ مواطنون». وردا عن سؤال يحتج على طريقة عمل البرنامج «Les Infiltres» حيث يندس الصحافيون للوصول إلى الخبر، يجيب « إنها تعرية لما يحصل ، عملنا هو تسليط الضوء على الذين يقبعون في العتمة ولا يتم هذا إلا عبر التسلل لهذه المنابع لمعرفة كيف يفكر هؤلاء الأشخاص ،كيف يتواصلون فيما بينهم ،طريقة التسلل هذه آلية صحافية سأناضل من أجل أن تتطور». «إما أن تكون لنا بطاقة صحافي أو بطاقة بوليسي، وليس الإثنتان معا» حسب رأي محامي متخصص في قانون الصحافة،فإن هذا الفعل مرعب من وجهة نظر صحافية، وسابقة في المشهد الإعلامي الفرنسي «في هذه الحالة كيف نتعامل مع الإرهابيين وتجار الأسلحة، هل سيقضي الصحافيون وقتهم في التبليغ عن هؤلاء ،نعم مغتصبو الأطفال مجرمون وخارج القانون، ولكن إما أن تكون لنا بطاقة صحافة أو بطاقة بوليس وليس الإثنتان معا. أتحدى أن يكون هناك صحافي قلق من عدم التبليغ ، لقد اخترعوا تبريرات قانونية وتناسوا الحديث عن فصل «حماية المصادر» الذي ينص على أنه ،وتحت أي ظرف، لا يُجبر الصحافي على الكشف عن مصادره.»