«جابها الله» تعبير متداول بين المغاربة ويرمز إلى الأشياء التي يحصل عليها المواطن من دون جهد أو عرق أو أن الفرصة لعبت إلى جانبه فحصل عليها بأبخس الأسعار، يعني بالدارجة الفصيحة « جات فابور».. لكن هناك من يطلق عبارة «جابها الله» على سيارات الدولة ذات العلامات الحمراء ومرد هذه التسمية الأغراض التي تستعمل فيها هذه السيارات دون الوظائف الأساسية المرصودة لها. صدور تقرير المجلس الأعلى للحسابات في الشق المتعلق بالشركة الوطنية للنقل والوسائل اللوجيستيكية يدعم ليس تعبير «جابها الله»، حيث وقف عند أرقام ومعطيات تستحق فتح تحقيق قضائي مادام احتمال وجود شخص ما «جابها في راسو»! أو على صيغة الجمع أشخاص «جابوها في راسهم»! خاصة وأنه كشف عن وجود نفقات وتكاليف زائدة و مبالغ فيها ليسري مفعول تعبير «جابها الله» على المبالغ المحصلة من هذه المصاريف والنفقات المنفوخ فيها وبالتالي معرفة خبايا هذا النفخ ومسار هذه الأموال المحصلة بالملايير. تصوروا معي والعهدة على التقرير، أن نفقات إصلاح العربات على إثر حوادث السير تجاوز مبلغها خلال الفترة الممتدة ما بين 2004 و 2007 أكثر من 20 مليون سنتيم للسيارة الواحدة ، و هكذا، و على سبيل المثال وصل مجموع نفقات إصلاح أربع عربات إلى مليار و137مليون سنتيم خلال هذه الفترة. كما لوحظ أن العديد من العربات لم تستهلك أية كمية من الوقود طوال الفترة الممتدة ما بين 2004 و 2007 ، بمعنى أنها كانت خارج الخدمة و مع ذلك خضعت لإصلاحات وصل مجموعها ل 11مليون درهم. أرقام ومعطيات يستوجب الوقوف عندها مليا لقراءة ماوراء الأرقام والسطور لأجل معرفة حقيقة الوضع في هذا القطاع الاستراتيجي. نقطة أخرى توقف عندها التقرير ويتعلق الأمر بالتعويضات الجزافية الممنوحة للموظفين من أجل استعمال سياراتهم الخاصة، بهدف ترشيد نفقات حظيرة سيارات الدولة و استغلالها بشكل أفضل و خلق تطابق و انسجام في أنظمة التدبير المعمول بها من طرف مختلف الوزارات. إلا أن الملاحظ أن مصاريف التسيير المتعلقة بحظيرة سيارات الدولة، بما فيها التعويضات الجزافية الممنوحة للموظفين المسؤولين من أجل استعمال سياراتهم الخاصة من أجل المصلحة سجلت ارتفاعا مستمرا حيث أن نفقات حظيرة سيارات الدولة قد انخفضت بنسب تتراوح ما بين 10 % و 15 % إلى حدود نهاية سنة 2002 و ابتداء من 2003 عرفت هذه النفقات زيادة فاقت نسبة 15 % بسبب أهمية المقتنيات الجديدة من السيارات حيث المثير للإستغراب والدهشة في آن واحد، هو استمرار الموظفين في الحصول على التعويضات الجزافية عن استعمال سياراتهم الخاصة في نفس الوقت الذي تم فيه شراء سيارات جديدة سلمت للغالبية العظمى منهم. هي إذن أموال وسيارات «جابها الله باردة وساهلة» في انتظار الكشف عن «اللي جابها في راسو» ..!