ذكر السيد ميشيل سيبيدي المديرالتنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة المشترك حول داء نقص المناعة المكتسبة «سيدا»أول أمس الأربعاء بالدار البيضاء, أن تجربة المغرب في مجال محاربة داء السيدا ينبغي أن تؤخذ كنموذج وتعمم بمناطق في العالم. وأضاف السيد سيبيدي, في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء, أن الخبراء المغاربة, وخاصة السيدة حكيمة حميش, قاموا بعمل مهم من خلال عملية الاستباق في الوقت الذي كان فيه عدد الإصابات قليلا بالبلاد, وكذا من خلال إطلاق مسار للتعبئة مبكرا لإخراج «السيدا» من عزلتها. وأضاف السيدي سيبيدي, الذي يزور المغرب في إطار المؤتمر الفرنكفوني الخامس حول السيدا الذي انعقد منذ28 مارس إلى غاية31 منه بالدار البيضاء, أن هذا هو مثال النجاح الذي ينبغي تعميمه في بعض المناطق وخاصة في بلدان الجنوب حيث يتسبب وباء السيدا في مزيد من الضحايا. وقال المسؤول الأممي««إننا في مرحلة حرجة تجتاح فيها السيدا بصورة متزايدة ومميتة البلدان الفقيرة» مشيرا إلى أن أزيد من4 ملايين شخص, الذين يوجدون حاليا تحت العلاج, يعيشون في البلدان الغنية فيما هناك10 ملايين شخص ينتظرون العلاجات. وبعد أن أكد أنه لمواجهة هذه الوضعية ينبغي القيام بتعبئة متواصلة والبحث عن الموارد المالية الإضافية حتى لا يتوقف المرضى عن الخضوع للعلاج, ذكر السيد سيبيدي أنه في «جولاتي بعدد من القرى بالبلدان السائرة في طريق النمو, صادفت وضعيات صعبة توجد فيها الأمهات أمام اختيار بين شراء الأدوية أو اقتناء غذاء لأطفالهن» مؤكدا أن هذه المفارقة «غير المقبولة ينبغي أن تنتهي» وأضاف أن برنامج الأممالمتحدة المشترك حول داء نقص المناعة المكتسبة يقوم, إلى جانب تعبئة السياسيين وتشجيع نشاط المجتمع المدني, بإسماع صوت السكان المحليين من أجل جمع الموارد المالية التي تقدر حاليا ب16 مليار دولار مقابل300 مليون دولار فقط قبل15 عاما وقال إنه بالرغم من تحقيق بعض التقدم والنجاح, فإنه لا ينبغي التهاون لأن المرض يتطور,مبرزا أنه مقابل شخصين يخضعان للعلاج هناك خمسة آخرون مصابون بالداء. وأضاف أنه يتم كل يوم تسجيل7400 إصابة جديدة في العالم ووفاة5600 مريض بداء السيدا يوميا, مشيرا إلى أن هذه الأرقام تدل على «»«أننا لا زلنا بعيدين عن نهاية هذا الوباء» وبعد أن ذكر بأن البحث العلمي تخطى, كما تبين من خلال المؤتمر الفرانكفوني الحالي حول السيدا بالدار البيضاء, مراحل مهمة كالحيلولة دون انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل, أعرب السيد سيبيدي عن أسفه لولادة40 ألف طفل بإفريقيا وهم مصابون بالسيدا كل سنة. وقال إن القارة السمراء ينبغي أن تتعبأ من أجل مواجهة هذا المرض, مشيرا إلى أن 94 في المائة من5 ر3 مليون شخص, الذين يخضعون للعلاج, يستفيدون من العلاج بفضل الموارد القادمة من الخارج. وبالنسبة للسيد سيبيدي, فإن حل المشكلة يمر عبر إعداد رؤية قارية لمكافحة الوباء, واعتماد نصوص تشريعية وقائية, وتشجيع إنتاج الأدوية الجنيسة التي تكون في متناول الساكنة الإفريقية.