يعتبر كتاب « هرفي غيبر من أجل استطيقا ما بعد الحداثة» ( منشورات لارمتان) ثمرة أطروحة جامعية ناقشها أرنولد جونو ( باحث في الأدب الفرنسي العصري، عضو مجموعة التخييل الذاتي) في رحاب جامعة نوتنغهام ترونت (Nottingham Trent) . وقبل إصدارها عمد الباحث إلى مراجعة فصولها ومحتوياتها سعيا إلى التخفيف من حمولتها الأكاديمية وتوسيع دائرة المقبلين على قراءتها. اختار أرنولد جونو أعمال الروائي الانجليزي هرفي كبيرHervé Guibert (1955-1991) لكونها تشكل فضاء تتضارب فيه مختلف وجهات النظر والرؤيات، وتستوطنه هويات متعددة، وتتناسل فيه الأنا في أشكال وصور متعددة. ومما زاد من تعقد الأنا وتشظيها وانكسارها في كتابات هرفي كبير الأخيرة، هو إصابته بمرض السيدا وانسداد الآفاق أمامه. وهذا ما جعله ينوع من المرايا ( التخييل الذاتي-السيرة الذاتية- الفوتغرافية- الفيلم) ليتيح لذاته إمكانات الانبعاث والانتعاش والتجدد، ويستجمع ما في جعبته من قوى وطاقات لمواجهة كل أصناف اليأس والإحباط والارتداد. يتكون كتاب أرنولد جونو(316 صفحة) من الفصول الآتية: متاهة الأعمال، خطاب الآخر، الخرق السيرذاتي، خدع المرايا...