يبلغ عدد المبشرين الذين ينشطون بالمغرب، حيب بعض التقارير الإعلامية، حواليي 800 شخص، من بينهم 40 يشتغلون بالدارالبيضاء، خاصة أنها مدينة مثالية للإنسلال والسباحة في حرية بين ملايين الناس. ولأنها مدينة عمالية مرتبطة بميناء كبير فإن حجم المبشرين بها كبير جدا، والميزانيات التي ترصد لها هي أيضا كبيرة.. والعجيب هو أن السلطة التي اعتادت إحصاء أنفاس مواطنين بعينهم، إما لمواقفهم السياسية أو الجمعوية الهادفة، يظهر كما لو أنها تغض الطرف على واقع غير طبيعي في هذه المدينة لغايات لا أحد يعلم جازما حتى الآن أهدافها الحقيقية، اللهم ما جاء على لسان أحد المقربين من القصر الذي صرح- حسب يومية ليبراسيون الفرنسية- أن المغرب سمح لهؤلاء للعمل بالمغرب لحملهم على إعادة النظر في موقفهم من الصحراء، ولدعم الحوار بين الأديان! إن المثير هو أن يتحرك بحرية ما يقارب 40 مبشرا في الدارالبيضاء، يتوزعون بين وسط المدينة والنواصر، ومنهم من دأب على القيام بنشاط خيري في الوقت نفسه الذي يدير فيه نشاطا ثقافي مفتوح في وجه الشباب المغربي!. بل إن بينهم مواطنين عرب على مستويات عليا في التكوين الأكاديمي يتكلفون بالمراحل النهائية للإستقطاب، بينهم أستاذ باحث مصري الجنسية. والمخطط الذي يظهر أن هذه الجهات تتبعه ينحصر في اصطياد الزبناء، الشباب أساسا، من أمام القنصليات الأجنبية حيث يصطف شباب حلمهم الكبير الحصول على تأشيرة لمغادرة المغرب باتجاه دولة أروبية أو أمريكية.. مثلما يتم الإنفتاح على الكليات والمكتبات العمومية وبعض المراكز الثقافية الأجنبية. ولكل موقع أسلوبه، ولكل مهمة متخصصوها الذين يختارون المرشحين باحترافية واضحة، وآخر مراحل الإستقطاب هي عقد اللقاءات في شقق في وسط المدينة، تكون نوعا من المنتديات الفكرية التي يفتح فيها نقاش تيولوجي حول الأديان السماوية. الحملة هذه تختلف عن تلك المتبعة في مدن أخري مثل مراكش أو أكادير أو مدن الشمال، حيث لا تعتمد كثيرا تقنية المنشورات وإغراق البيوت بالرسائل الإنجيلية، ففي الدارالبيضاء التقنية تعتمد أكثر الإتصال المباشر والأنترنيت واللعب على الحاجات الملحة للشباب من أجل الهجرة..