ببالغ الأسى تلقى المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم نبأ وفاة المناضل النقابي الفلسطيني جميل شحادة يوم الثلاثاء 16 مارس الجاري بعد مرض لم ينفع معه علاج. وبوفاة الفقيد تكون الحركة النقابية الفلسطينية والعربية قد فقدت أحد أقطابها المخلصين للقضية العمالية. وتكون النقابة الوطنية للتعليم قد فقدت أيضا أحد أعز أصدقائها في الحركة النقابية الدولية والعربية والفلسطينية. لقد ناضل الفقيد من منفاه الاضطراري في إطار الحركة الفلسطينية من أجل التحرير والعودة. وناضل أيضا من أجل تأسيس وتعزيز حركة نقابية تعليمية وعمالية فلسطينية كي يمكن الطبقة العاملة الفلسطينية من أداة للدفاع عن حقوقها العادلة. ومن أجل هذه القضية ناضل طيلة سنوات السبعينات والثمانينات على الواجهة الدولية لإسماع صوت المعلم الفلسطيني ومعاناته تحت الاحتلال الاسرائيلي في المنظمة العالمية للنقابات التعليمية ((FISE، أو في إطار الكونفدرالية العالمية للمنظمات التعليمية ((CMOPE . وناضل من أجل استصدار قرارات تدين سياسة الاحتلال الإسرائيلي للشعب الفلسطيني. وفي كل هذه المحطات كان الفقيد دائم الدعم والتأييد للقضية الوطنية المغربية، ودائم التأييد لمواقف النقابة الوطنية للتعليم في هذا الإطار. وعلى المستوى العربي لم يكف الفقيد عن تأكيده وإلحاحه داخل اتحاد المعلمين العرب على ضرورة مراعاة الوضع النقابي المتميز في المغرب ودور النقابة الوطنية للتعليم وأهمية الاستفادة منه لتطوير التجربة النقابية التعليمية العربية. لقد كان الفقيد دائم الترحال للمغرب في سنوات عمره الأخيرة عندما كانت تشتد به ضغوط الحياة في الوضع الفلسطيني المشحون بالاحتقانات وبالقلق والتوتر الدائم جراء الاحتلال والقمع الإسرائلي.