هيام بالحمراء وعشق للخضراء، هو عنوان علاقة غرامية بمواصفات خاصة، تحتل فيها الغيرة مرتبة متقدمة، التي تحولت غير ما مرة إلى «حقد» لدى البعض، تطورت أبعاده لتنفلت وتخرج عن عقال الأخلاق الرياضية. «الوينرز» و «الكرين بويز»، فصيلان اثنان ومن ورائهما جمعيات عديدة، كل فريق منها يدين بولائه لقطبي كرة القدم الوطنية «الوداد والرجاء». تشجيع الفريق ونصرته والتهليل بمكانته/حضوره تخطى حدود الملعب والمنزل في الوسط الأسري، ليحط الرحال بالأزقة والشوارع البيضاوية التي باتت بدورها «ملعبا » لمباريات من نوع خاص يتنافس خلالها المحبون والأنصار في إبداع لوحات تؤكد على الجذور التاريخية لهذا الفريق أو ذاك وسجله الكروي الحافل بالألقاب وبإنجازاته وحضوره المحلي/الإقليمي، الوطني والقاري ... دون إغفال طابع الندية والتنافس في بعض الرسومات الكاريكاتورية التي تبرز مدى شعور بعض جماهير كل فريق تجاه الفريق الخصم في قالب لايخلو من السخرية أو التهكم حتى! أطفال، يافعون وشباب، تركيبة من المحبين/المشجعين المختلفة أعمارهم، تجدهم ينخرطون في حملة للتبرعات الهدف منها توفير المال اللازم لاقتناء الصباغة ووسائل الرسم المختلفة، وما أن يتمكنوا من تحقيق ذلك حتى يشرعوا في وضع تصاميم لرسوماتهم على جدران مختلفة، بعضها يخص منازل مختلفة والبعض الآخر عبارة عن أسوار لبعض المؤسسات التعليمية التي يستأذنون من مديريها قبل أن يوقعوا على بصماتهم التي تبدع رسوما لايختلف إثنان حول ما تحتويه من إبداع وجمالية. موضة «الجداريات الرياضية» فضلا عن كونها فضاء للتنافس الرياضي بشكل أو بآخر ومكانا لترجمة مظاهر التشجيع المتعددة، فإنها استطاعت أن تخفي بشاعة تحتضنها أسوار/جدران العديد من المؤسسات التعليمية التي إما أن تكون متسخة والأزبال والنفايات متراكمة على جنباتها، أو قام البعض بخط بعض التعابير/الكلمات والرموز التي تخدش الحياء العام وتتضمن القذف والسب والتعبير عن بعض المكبوتات المريضة على مساحاتها، لتستطيع بذلك الجداريات «الرياضية» و «البيئية»، هاته الأخيرة التي لايتم رسمها إلا في مناسبات قليلة، موسمية، أن تعطي وجها آخر لهذه الجدران التي غيرت من معالمها الصباغة والألوان!