كادت حصيلة ألعاب القوى الوطنية أن تتعدى الميدالية الفضية التي حصل عليها عبد العاطي إيغيدير في سباق 1500 م بعد زوال يوم السبت بالعاصمة القطرية الدوحة، ضم الدورة 13 لبطولة العالم داخل القاعة التي اختتمت أمس الأحد، لو حصل التنسيق المثالي بين كل من إيكدير، الذي يشارك لأول مرة في مشواره الرياضي ببطولة العالم داخل القاعة وأمين لعلو، ومدربيهما عبد القادر قادة وأيوب المنديلي. وكانت كل المؤشرات توحي أن سباق 1500 م سيكون مغربيا، بالنظر إلى سيطرة العدائين المغربيين على المنافسات الإقصائية، وأيضا بالنظر إلى التوقيت الذي حصل عليه إيغيدير في ملتقى لايبزيغ داخل القاعة في 13 فبراير الماضي (3د و34ث و68 ج م)، وهو التوقيت الذي اعتبره مؤهلا له لصعود منصة التتويج، وفقا لما أعلنه قبل الرحيل إلى الدوحة. لكن الإثيوبي ميكونين دريسي، حامل اللقب في دورة بلنسية 2008، فاجأ العدائين المغربيين وخطف المعدن الأصفر، مستغلا احتكاكه مع العداء المغربي أمين لعلو، الذي أثر قليلا على انطلاقة مواطنه إيغيدير نحو خط النهاية. هذا الاحتكاك ساهم كثيرا في ترجيح كفة العداء الإثيوبي، الذي كان سهل التجاوز بالنظر إلى الطريقة التي خاض بها عبد العاطي إيغيدير السباق، وأيضا بعد تفوقه عليه في الدور نصف النهائي. وعموما تبقى ميدالية فضية إنجازا مهما لألعاب القوى الوطنية التي تبحث عن رد الاعتبار لنفسها بعد توالي النكسات في المحافل الدولية، وأمرها العودة صفر اليدين من بطولة العالم في الهواء الطلق ببرلين في السنة الماضية، وتسجيل حالتي تعاطي للمنشطات (الشطبي والعلوي السلسولي). فقبل التوجه إلى الدوحة أكد كل من إيغيدير وأمين لعلو أن هدفهما سيكون بلوغ منصة التتويج، والدفع في اتجاه استعادة أم الألعاب المغربية لتوهجها. وإذا كان إيغيدير قد حقق هدفه، فإن أمين لعلو خاصمه الحظ من جديد، وفشل في تحقيق ميدالية خلال بطولة العالم، لتنضاف إلى إخفاقه في بطولة الهواء الطلق ببرلين. وفي مقابل الصورة الجيدة في سباق 1500 متر، فإن حليمة حشلاف عجزت عن تخطي الدور الأول، وخرجت من المنافسة في يومها الأول، فيما لم يكن حال يحي برابح أحسن، بعد قفزة متواضعة لم تتعد سبعة أمتار و52 ستيمتر، علما بأنه رقمه الشخصي داخل القاعة هو 08م و02 س، فيما سجل في الهواء الطلق 8.40 ، وسجله في السنة الماضية بلتقى الرباط، فخرج من المسلك الخلفي المؤدي لنهاية الوثب الطويل. لقد أظهر مونديال الدوحة أن ألعاب القوى الوطنية مازالت في حاجة إلى وقفة مع الذات، لأن الأقدام المغربية في السنوات الماضية افتقدت لتلك القوة التي وضعتها إلى عهد قريب ضمن خانة أقوى المدارس على الصعيد العالمي. فإذا استثنينا مسافة 1500 م و3000 م، التي خاض بيلاني نهايتها أمس الأحد، يبقى الحضور متواضعا جدا، رغم تصريحات التفاؤل، التي يوزعها بعض أعضاء الإدارة التقنية الوطنية لميكروفونات الإذاعات وكاميرات التلفزيون.