جاء في خبر عممه أحد المواقع الإليكترونية، بأن مواطنا من سكان منطقة بوركون، فارق الحياة بعد توصله مباشرة بقرار الإفراغ من مسكنه من المحكمة، بحيث لم يستسغ هذا القرار الذي سيشرده وأبناءه. وكان هذا المواطن وجيرانه قد نظموا عدة وقفات، قصد الحيلولة دون إفراغهم، لأنهم لا يتوفرون على الإمكانيات المادية للحصول على سكن، واعتبر المتضررون وأبناء الحي، أن هذا المواطن، هو أول «شهيد» من أجل الحق في السكن! في السابق كان المواطنون الذين يتم إفراغهم، يقيمون خياما أمام المنازل التي يتم إخراجهم منها، أو يذهبون للإقامة في أماكن عمومية، كما حصل مع أحد المواطنين بمنطقة سيدي عثمان الذي «صعد» إلى قنطرة بمعية عائلته، إلى أن وجد له المحسنون «مسكنا»، اليوم أصبحنا أمام موقف آخر.. وهو الموت! في الحقيقة لن يجد المغربي القح ما يفعله سوى الخجل أمام هذا الحدث، ففي هذه الأرض الشاسعة الطيبة، ذات الرياضات والقصبات التاريخية، يموت مواطن وتُيتم عائلته بسبب الاسمنت! أعلم أن من عليهم أن يخجلوا، لن يخجلوا ، ونعني هنا بعض «المنهشين» العقاريين في هذا البلد الذين جعلوا من الآجور «آلهة» و أرهبوا المواطنين بأبنيتهم غير اللائقة، حتى أصبح ذوو الدخل المتوسط منا يعيشون في حيرة من أجل إيجاد مقابل لها، بسبب «فاشية الطاشرونا» الجدد. نتساءل أحيانا، من يستهدف هؤلاء بأبنيتهم، إذا كان عموم المغاربة، لا يستطيعون اقتناء منزل ب 100 مليون؟ وهذا هو المسكن اليوم الذي يمكن أن تجد فيه «اتساعا » لعائلتك، أما حكاية السكن الاقتصادي، فتلك قصة أخرى! لقد حول «عشاق الآجور» الدارالبيضاء إلى «غيطوات»، سكنية، وكلما وجدوا بناية قديمة إلا وأغروا أصحابها، بعد أن أجهزوا على الأرض الخلاء، فيضطر الأخير إلى إفراغ منزله من المكترين ، ولا يهمهم أن تقع «المصيبة»، فمصيبتنا فائدة لهم، يتحكمون في الأثمنة، ويحولون المواطنين، رغم أنفهم، إلى زوار أوفياء للأبناك... من العار أن تصل أثمنة الأبنية الى المستوى الذي بلغته في الدارالبيضاء، فقط لأن لوبيا معينا يريد أن تصعد أسهمه في البورصة، وأمام انعدام الرادع، أصبح هؤلاء لا يستهدفون فقط الأبنية القديمة، لإعادة تجزئتها، بل أضحوا يقصدون المصانع، ويدفعون أصحابها إلى تسريح عمالهم من أجل تحويل المصنع إلى مساكن!! فهل سمعتم عن عاصمة اقتصادية يدعي مسؤولوها التطور ، تهدم مصانعها؟!