شهدت كلية الحقوق صباح الأربعاءالمنصرم وقفة تضامنية مع الأستاذة «زينب تاغيا»، أستاذة التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بوجدة، رئيسة فرع القانون الخاص، منسقة القانون باللغة الفرنسية وعضو منتخب في الجمع النقابي الأخير، لما تعرضت له من اعتداء من قبل أستاذين بكلية الحقوق ويتعلق الأمر بكل من الأستاذ (ع.ح) و(م.ش) وكانت الأستاذة «زينب تاغيا» بحسب ما صرحت به لجريدة الاتحاد الاشتراكي- قد تعرضت لاعتداء من قبل الأستاذين المذكورين يوم 29 دجنبر من السنة الماضية إثر الانتهاء من فرز الأصوات المتعلقة بانتخابات رؤساء الفروع، وذلك بسبب فوزها برئاسة فرع القانون الخاص، حيث انهالا عليها معا بالسب والشتم بألفاظ لا تليق بأساتذة التعليم العالي أمام مرأى ومسمع من الأساتذة والطلبة... نفس الاعتداء تكرر شهرا بعد ذلك في قاعة الامتحانات والمداولات حين كانت الأستاذة زينب بصدد توثيق مداولات السداسي الخامس، وبحضور عدد من الأساتذة والموظفين دخل عليها الأستاذ (م.) وانهال عليها بالسب والشتم قائلا أنها «لا تصلح لتكون رئيسة شعبة» وأنها «شيخة خاصها الكامنجة» وبأن «ماضيها مدنس»... وغير ذلك من ألفاظ التجريح والإهانة والمس بالكرامة قبل أن ينتزع منها محاضر المداولات بالقوة ويستمر في توجيه الكلام الساقط إليها آمرا إياها بالخروج من القاعة، والأدهى من ذلك محاولة ضربها لولا تدخل الأساتذة المتواجدين وأحد الموظفين الذين قاموا بمنعه من الاستمرار في تهجمه على زميلتهم. أما الأستاذ (ع .ح) فقد أبى تسليم مفاتيح مقر الشعبة للأستاذة رغم استدعائه لأكثر من مرة من طرف الإدارة علما أنها أصبحت رئيسة الفرع منذ 29 دجنبر2009. وأضافت الأستاذة زينب تاغيا، في تصريحها للجريدة، بأنها تعاني حاليا من تدهور في حالتها النفسية يجعلها غير قادرة على مواجهة الطلبة، نتيجة ما مورس عليها من عنف لفظي داخل مؤسسة الجامعة لا لشيء سوى لكونها امرأة وفازت برئاسة فرع القانون الخاص عن طريق الانتخاب... هذا، وبعد تلقيها لاتصالات هاتفية يتوعدها أصحابها بالاعتداء الجسدي، ونظرا لوجودها وحيدة رفقة طفلتيها بعيدا عن أهلها وأقاربها، توجهت الأستاذة «زينب تاغيا» بشكاية إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بوجدة قصد التدخل، عن طريق إعمال الإجراءات القانونية اللازمة، لوضع حد لما تتعرض له من هجومات. وقد شارك في الوقفة التضامنية ممثلات لجمعيات نسائية مناهضة للعنف ضد المرأة وعدد من أساتذة جامعة محمد الأول بوجدة، الذين عبروا عن تنديدهم الشديد لما تعرضت له الأستاذة المذكورة، وفي هذا الإطار صرح الأستاذ معروف البكاي (أستاذ بكلية العلوم) «جئنا لنقف مع الأستاذة زينب تاغيا ونندد بتصرفات الأستاذ (م.ش)، الذي من المفروض أنه من نخبة المجتمع ورجل قانون، لقيامه بانتهاك حرمة المرأة واحتقارها والاستخفاف بها وتجريحها بشتى الشتائم...» أما الأستاذة منى أفتاتي (رئيسة جمعية التطوع والتنمية) فعبرت في تصريح للجريدة عن تضامنها مع الأستاذة زينب تاغيا لتعرضها لما لا يليق بامرأة في هذا العصر خصوصا داخل مؤسسة تعد رمزا للإشعاع الحضاري، هذا الأخير الذي لا يمكن أن يكون مؤسسا إلا على القيم وعلى احترام المرأة كنواة أساسية في هذا المجتمع...