تحول اللاعب عتيق شهاب، المدافع العسكري، وفي أسوإ مباراة له إلى اللاعب الثاني عشر في صفوف فريق المغرب الفاسي، بل كان أبرز لاعب على الإطلاق. ففي الدقيقة الواحدة والعشرين سجل الهدف الأول ضد مرماه، وفي الدقيقة التاسعة والأربعين يهدي مهاجم المغرب الفاسي« دي سوزا» كرة في طبق ذهب، ليوقع منها الهدف الثاني، ثم ارتكب في الدقيقة الثانية والستين خطأ كان ثمنه ضربة جزاء، سجل من خلالها صرصار الهدف الثالث. الأهداف الثلاثة أفاضت كأس الغاضبين على والتر ماوس مدرب الفريق، وعلى تسيير الجنرال القنابي، حيث حملوه مسؤولية تدني النتائج، ولاموا بعض اللاعبين على استخفافهم بالقميص العسكري. ووحده الراقي ظل محافظا على ود الجمهور. وكتعبير على أنه في الليلة الظلماء يفتقد البدر، تردد اسم القديوي وتبعه العلاوي. أما المناصفي، ورغم تسجيله لهدف حفظ ماء وجه العسكريين، فإنه لم يجد من الغاضبين إلا الصفير والاحتجاج. احتجاج «إلترا عسكري» كان بتعليق شعارها مقلوبا، وهي طريقة تتطلب تحليل السيميائيين. إلا أن الاحتجاج الذي لن يحتاج إلى قراءة، فهو عزوف الجماهير وغيابها عن المدرجات، رغم أن عشرين درهما كانت كافية لفتح الباب أمام كل متفرجين اثنين(2)، ورغم أن الجنرال القنابي كان قد اجتمع بالمشجعين، فلا ثمن التذكرة الزهيد أغرى، ولا نياشين الجنرال أقنعت الغاضبين، الذين لن يزداد عددهم إلا ارتفاعا، لأنهم لن يقبلوا أبدا بتواضع فريق عسكري كان مهاب الجانب. ووحده المدرب السكيتوى تحدث باحترام كبير عن الفريق العسكري، واعتبره فريق قويا وكبيرا (كذا)، رغم أنه انتصر عليه في عقر الدار وبأهداف ثلاثة، والتي رأى فيها السكيتوي دليلا على التعافي، مما عاناه الفريق الفاسي سابقا، وسببا لتقوية الطموح. أما من طرف العسكريين، فلم نجد لسانا قادرا على النطق ليتكلم وليحدثنا «على ما جرى»، لكن حالة اللاعب بندريس، الذي عجزت قدماه عن حمله واغرورقت عيناه دمعا، تكلم بألف لسان من خلال حالته، التى وشت بأن الفريق العسكري يعيش بالفعل أعصب الأيام.