قال إلياس زرهوني المبعوث العلمي للبيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما «بات أكثر إيمانا ممن سبقه من رؤساء الولاياتالمتحدةالأمريكية ب«جدوى ديبلوماسية البحث العلمي» و«مدى فعاليتها في خلق جسور للتواصل بين الشعوب». وأوضح إلياس، الجمعة الماضية بالدارالبيضاء «أن الرئيس أوباما، وكما سبق أن عبر عن ذلك غير ما مارة، أضحى أكثر اقتناعا بأهمية الوقع الإيجابي لنتائج البحث العلمي على التنمية البشرية في ربوع العالم وأكثر اهتماما بمنح دفعة جديدة للتحصيل العلمي في أكثر من بقعة في المعمور». وقال زرهوني في ندوة صحفية عقدها إثر نهاية جولته بالمغرب، حضرها السفير الأمريكي بالرباط صامويل كابلان أن لقاءه مع عدد من المسؤولين المغاربة سواء الحكوميين أو المنتمين للقطاع الخاص وللمجتمع المدني جعله يقف عن قرب على «مستوى النضج الذي بلغه البحث العلمي بالمغرب الذي قطع أشواطا كبيرة خلال العشرية الأخيرة». ولامس زرهوني أيضا «الرغبة الكبيرة، التي تحدو الباحثين المغاربة لوضع أسس متينة للتعاون بين أمريكا والمغرب لأجل وضع سياسة واضحة للبحث العلمي تأخذ بعين الاعتبار الخصوصية المغربية». وأشار في الإطار ذاته إلى أن «الباحثين المغاربة متحمسون أكثر مما مضى لتوسيع افاق التعاون بين الولاياتالمتحدة والمغرب في مجال البحث العلمي والتنمية، ويرغبون في منح التعاون القائم، الذي وصفه بالمثمر، مقارنة مع عدد من الدول العربية دفعة قوية. وفي هذا الصدد، أبرز زرهوني أن الولاياتالمتحدة لاتتوان في تقديم الدعم للمغرب في مجالات متعددة، مؤكدا أن «المغرب «شريكا مهما» للولايات المتحدة خاصة المجالات التي تراها الولايات ذات أولوية منها قطاع الطاقة والماء والامن الغذائي وملاءمة القوانين مع الاستراتيجيات الانتاجية. وذكر زرهوني في ذات الآن بمشاريع ملموسة عديدة نفذت بين البلدين بتعاون بين مؤسسات أمريكية.، وخص بالذكر التعاون في مجال الصحة، خاصة في ما يتعلق بالأمراض الوبائية، وخص بالذكر مشروع «تكوين وتأطير حوالي 200 من الأطباء المتخصصين في الأمراض الجلدية»، مؤكدا وأن الولاياتالمتحدة» بإمكانها المساعدة أكثر في مجال الصحة العمومية. وبموازاة مع الجهود التي يبذلها المغرب للرفع من مستوى التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، قال زرهوني إن جودة التعليم هي الأساس وليس لغة التحصيل، وقدم أمثلة عن دول مثل اليابان والصين، مشيرا في السياق ذاته إلى أن الولاياتالمتحدة بدأت تستقطب أكثر فأكثر الطلبة العرب لمتابعة الدارسة. وأكد أن الولاياتالمتحدة، التي تضم أكثر من 50 ألف طالب أجنبي يتابعون الدارسة في جامعاتها ومعاهدها، لم تقفل الباب أبدا أما التحصيل العلمي موضحا أنه بعد فترة الانكماش الذي عرفها عدد تأشيرات الدارسة المنوحة بعد أحداث الحادي عشر من شتنبر بدأ الامر يعرف انتعاشا وتطور الآن في السنوات الأخيرة. وترتكز، زيارة زرهوني للمغرب، الذي سيزور أيضا كلا من الجزائر وتونس وليبيا، على تقييمه لما تم إنجازه في مجال العلوم والتكنولوجيا، وكذا للحصول على فكرة بخصوص أولويات المغرب في هذا الشأن، حيث سيرفع عقب هذه الزيارة، تقريرا إلى البيت الأبيض والخارجية الأمريكية بهدف العمل على إيجاد أفضل السبل الكفيلة بتعميق العلاقات مع المغرب. وتشكل جولة زرهوني واحدة من بين جولات المبعوثين الثلاث ضمن برنامج جديد للمبعوثين العلميين الذي كان أعلنه الرئيس أوباما يونيو المنصرم في خطابه بجامعة القاهرة، حين دعا الى «بداية جديدة بين الولاياتالمتحدةالامريكية والمسلمين في أرجاء العالم».