تزايدت، في السنوات الأخيرة، أعداد الفتيات العاملات بالمقاهي، ظاهرة أثارت فضول عامة الناس، كل من زاوية اهتمامه ونظرته لهذه «الموضة الجديدة» التي أثارت معها مجموعة من التساؤلات بشأن وضعية هذه الفئة. ما أن تلج إحدى المقاهي بالمدينة حتى تسرع لتلبية طلباتك فتاة في مقتبل العمر، بلباس معين.. ولمعرفة ما وراء هذه الصورة الخارجية، اقتربت الجريدة من بعض من عشن تجربة العمل بالمقاهي والمطاعم ك «نادلات» أو «منظفات» وما يتعرضن له من مضايقات، سواء من طرف بعض أرباب العمل أو الزبناء... غالبيتهن ينحدرن من مناطق خارج العاصمة الاقتصادية، أُقفلت في وجوههن الأبواب ليجدن أنفسهن داخل «عالم » المقاهي والمطاعم... «مريم» النادلة بإحدى مقاهي المعاريف، كشفت الوجه الآخر لمعاناة هذه الفئة، حيث يعمد بعض (الباطرونا) إلى استغلال العاملات وابتزازهن، سواء تعلق الأمر بهن كنادلات أو منظفات، من خلال التحرش بهن تحت التهديد بالطرد في حالة رفض الامتثال لأوامرهم، و«التي، تقول مريم، غالبا ما تكون ذات طابع جنسي، حيث لا تسلم من هذا الابتزاز حتى المتزوجات، العاملات كمنظفات! بنبرة الأسى، تتحدث (فاطمة) متزوجة، أم لطفلين عن معاناتها داخل إحدى المقاهي، وكيف كان صاحب المقهى يتحرش بها في كل لحظة، علاوة على الأجر المتدني، مضيفة أنها كانت دائماً تقف مكتوفة الأيدي أمام إمكانية تعرضها للطرد إذا ما واجهته. من جهة ثانية، يحرص بعض (الباطرونا) من أصحاب المقاهي والمطاعم، على ضرورة توفر مجموعة من المواصفات في تشغيل العاملات بمختلف المرافق، هذه المواصفات، تقول (سميرة) نادلة بمقهى بحي الألفة، ليست لها أية علاقة لا بجانب الكفاءة أو السيرة وحسن السلوك أو المستوى التعليمي، بقدر ما يتم التركيز على مسألة الجمال وصغر السن، وكذلك الهيئة الجسدية للعاملة، مضيفة أنه غالبا ما يفضل هؤلاء أن تكون العاملة تقطن خارج المدينة ولها مستوى تعليمي محدود لا يؤهلها لإدراك حقوقها، مما يسهل عملية إسقاطها في شراك الابتزاز، حتى تخضع لكل الطلبات والرغبات التي «تحرص» بعض العاملات على تلبيتها، إرضاء لصاحب المقهى أو المطعم، خوفاً من التسريح من العمل أو تلفيق بعض التهم لهن. ولم تخف (سميرة) سقوط مجموعة من صديقاتها في مصيدة التحرشات الجنسية... هذا، ويرى البعض في عمل الفتيات بالمقاهي خاصة، «طريقة مربحة وموضة جديدة لجلب الزبناء»! هكذا، في ظل وضع ملتبس يحيط ب «عمل» هذه الفئة، جراء انعدام ضمانات حقيقية، وتسلط بعض (الباطرونا)، ستتواصل معاناة مريم، فاطمة وسميرة... ومعهن العديدات...