مرة أخرى لا ننتبه إلى الكوارث إلا بعد حصولها، فسقوط صومعة مسجد مكناس الذي يعود تاريخ بنائها إلى عهد المولى اسماعيل ينبهنا، من جديد، الى ضرورة التدخل العاجل لحماية مآثرنا التاريخية وصيانة وجودها الرمزي. إن هذه المآثر لا تمثل فقط ثروة وطنية، بل هي ثروة المجتمع الإنساني، ومن ثم وجوب أن تعمل الإدارة المركزية والسلطات المحلية في مدننا على صيانة وترميم ما تحفل به بلادنا من آثار عبر إقرار تصور شمولي وخطة عمل حتى تتجدد المآثر ويستمر حضورها التاريخي، وفي نفس الوقت، نتجنب الكوارث. إن سقوط مثل هذه المآثر، يوماً بعد يوم، لا يسقط الأرواح العزيزة فقط، ولا يخرب الأمكنة، بل يسقط كذلك جزءاً من هويتنا التاريخية و ذاكرتنا الحضارية.