الحادث المأساوي الذي وقع الخميس الماضي بمحيط مؤسستين ابتدائيتين بشارع المقاومة وسط مدينة الناظور وأودى بحياة التلميذ أسامة مكافح البالغ من العمر 8 سنوات، والذي كان يتابع دراسته بالقسم الثاني ابتدائي ، يعيد إلى الواجهة إشكالية السير والجولان بمحيط مؤسساتنا التعليمية. توفي التلميذ «أسامة مكافح » البالغ من العمر8 سنوات في عين المكان في حين أصيبت أخته «مريم مكافح » البالغة من العمر 10 سنوات في كتفها ، كما أصيبت التلميذة صونيا بوطاهر بجروح على مستوى ركبتها. الحادث ليس الوحيد الذي يحدث بالقرب من المؤسسات التعليمية على امتداد الوطن، فقد سبقته حوادث مميتة، بل أكثر من ذلك حوادث بلغت من البشاعة درجات لا تتصور تحولت فيها أجساد أطفال إلى «عجينة» مستوية مع الأرض، أطفال ذنبهم الوحيد أنهم وجدوا في المكان الخطأ لحظة مرور متهور بسيارته أو شاحنته من أمام مؤسساتهم التعليمية، ذنبهم الوحيد أنهم كانوا ضحية سياسة ارتجالية غابت عنها إجراءات السلامة بمحيط مؤسساتنا التعليمية. اعتقل السائق، استنكر آباء وأمهات وأولياء تلاميذ المؤسستين الابتدائيتين، وطالب فاعلون جمعويون بالمدينة ، بضرورة التعجيل بتوفير الأمن بمحيط المؤسسات التعليمية بالناظور، عقدت لقاءات لامتصاص الغضب وسينتهي كل شيء بوضع علامة انتباه عبور التلاميذ، أو استنبات «ضوضان» أو في أحسن الأحوال وضع علامة اتجاه ممنوع في اتجاه واحد لينتهي الأمر. هكذا سيتم اختزال إشكالية كبرى في إجراءات لن تحد من النزيف. ترى، أين كانت مكاتب التخطيط بالنيابات التعليمية ووزارة التعليم وتكوين الأطر لحظة بناء هذه المؤسسات التعليمية بمحاذاة الشوارع الرئيسية ؟ ألم يكن من الأجدر وضع تصميم للمؤسسة يحول دون إقامة الأبواب الرئيسية لخروج التلاميذ بمحاذاة الشوارع؟ ألم يكن من الأفيد إنشاء مؤسسات تعليمية في فضاءات آمنة؟ تساؤلات لن يجد لها المسؤولون من جواب إلا التذرع بالرصيد العقاري للوزارة والجماعة، تساؤلات ستبقى على لسان كل أب مكلوم وأم ثكلى تبكي فلذة كبدها ولن تواسيها لا الوقفة الاحتجاجية ولا تعازي المسؤولين وحلولهم الترقيعية التي قد تؤخر تكرار الكارثة لكنها أكيد لن تمنعها مادامت مؤسساتنا التعليمية تفتح أبوابها على مصراعيها على شوارعنا الرئيسية، ومن يقول العكس فليقم بمعاينة...