عين جلالة الملك يوم الإثنين الأخير رئيساً مديراً عاماً لشركة التهيئة من أجل إعادة توظيف المنطقة المينائية لطنجة المدينة وبهذا التعيين تكون مدينة البوغاز قد شهدت الانطلاقة الفعلية للتحول إلى محطة متوسطية متميزة لاستقبال العبارات ومراكب الترفيه ويكون قطاع السياحة قد تعزز ببوابة جديدة لاستقبال المزيد من السياح المعروفين عالمياً بقدراتهم العالية على الإنفاق. التعيين الجديد يمتاز بكونه جاء في ظرفية جد ملائمة، ففضلاً عن كونه راعى شروط المرحلة الانتقالية التي ستشهد تنقيل الأنشطة المينائية الاعتيادية من ميناء طنجة المدينة إلى ميناء طنجة المتوسط بعد بضعة أشهر، وهو ما يعني عدم ضياع الوقت، فإنه يمتاز كذلك بكونه أناط مهمة تدبير هذا المشروع المتعدد الأبعاد بالسيد عبد الوافي لفتيت المعروف بتجربته الغنية في مجال تسيير الموانئ وبدرايته الواسعة بالمحيط الجغرافي للميناء من خلال المهام التي سبق له أن تولاها بالأقاليم الشمالية للمملكة. كل المؤهلات متوفرة الان لإعطاء دفعة قوية للقطاع السياحي، فمدينة طنجة التي تمتاز بموقعها عند ملتقى المحيط الأطلسي بالبحر الأبيض المتوسط، وعند مدخل بوغاز جبل طارق ستصبح مؤهلة لجذب المزيد من عشاق الطبيعة وسياح العبارات ومختلف الأنشطة السياحية البحرية، وما دام أن ما تزخر به من مآثر تاريخية يشجع على تمديد فترات الإقامة بها، فإن الزي الذي ستكتسيه بعد تنفيذ مختلف المشاريع المبرمجة ضمن هذا المشروع سيجعل منها عروساً تغري بالعودة وبإقناع الغير بزيارتها، وفضلاً عن ذلك فإنها ستكون مؤهلة لأن تغري زائريها بزيارة محطات سياحية مغربية أخرى. عندما يتعلق الأمر بسياحة العبارات فإن الأنظار تتجه بشكل خاص إلى مدن الدارالبيضاء وأكادير والصويرة والعيون والداخلة، وإذا كان من المرتقب أن تسفر المشاريع المبرمجة في ميناء الدارالبيضاء عن تفادي الهفوات التي تسيء لسمعة المغرب بمجرد النزول من العبارة ووضع القدم في الرصيف، فإن الرقي بالمشاريع المبرمجة إلى المستويات اللائقة بكل منها تحتاج إلى توفير المناخ السياحي الكفيل بتسخير التنوع التقافي الذي تزخر به كل منطقة في جعل السائح يعود إلى موطنه وهو مشبع بذكريات تجعله ينظر دوماً إلى المغرب نظرة احترام وتقدير. من المحقق أن العبارات تتوفر على مزيج من وسائل الترفيه والتسلية والرفاه، ولكن ما يزخر به التراث المغربي من لوحات ووصفات لا يمكن العثور عليه إلا في المغرب، وحبذا لو استخلص كل مسؤول العبرة من التعيين الملكي الجديد، وعمل بدوره من موقعه على تفعيل الخيارات الملكية الرامية إلى الرقي بالقطاع السياحي إلى المستوى الذي يؤهله للمساهمة الفعلية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة.