يحق لنا أن نستفسر عن سبب حرمان المواطنين من التلذذ بطعم السمك بأسعار معقولة، يحق لنا معرفة سبب غياب الأسماك بمختلف أنواعها عن موائد شريحة كبيرة من المواطنين والذين لا يعرفون من السمك إلا « السردين، الكابيلا، الشرن ، السمطة، ويسمعون عن سمك يسمى الصول، الميرلان والكروفيت وآخر يسمى لالوت، لاترويت، يروه معروضا للبيع أمامهم لكنهم لايتجرؤون على الاقتراب منه خوفا من لهيب يحرق جيوبهم ويأتي على كل مصروف الأسبوعومن منا يعرف هذه الأسماك التي لاتجد طريقها إلى الأسواق المغربية بالمرة وهي: عنفوز، شماهي، عوم، نقرور، صبور، خباط، لسان ثور، الباراكودا، سمك موسى، جاندوفلي. هناك العديد من المنتوجات البحرية والتي تزخر بها شواطئنا من أسماك ورخويات وصدفيات والقشريات والأسماك الطائر إلا أن جل المغاربة لايعرفون إلا أقل من عشرة أصناف من السمك و السبب الحقيقية لارتفاع أسعار السمك بأكثر من عشرة أضعاف السعر الأصلي عند البحارة تعود إلى تواطئات جهات تغتني على حساب المواطنين والبحارة المهنيين على حد سواء. أليس من المفارقة أن نتوفر على شريط ساحلي يمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى المحيط الأطلسي جنوبا ونعتبر تواجد السمك فوق موائدنا نوعا من رغذ العيش؟ أليس من المؤسف أن تلتهب الأسعار طوال السنة وبمستويات قياسية خلال شهر رمضان من كل سنة لتزايد الطلب؟ التراجع الخطير في الموارد السمكية نتيجة عمليات استئجار البواخر العملاقة الروسية واليابانية المدمرة إنهم أثرياء البحرالذين عاثوا في فسادا في البحر ولم يتركوا للبحارة البسطاء إلا الفتات مما تخلفه شباكهم من أسماك، إنهم أباطرة المصايد الذين لم يتركوا للمواطنين فرصة للتلذذ بطعم أسماك تسبح في مياهنا الإقليمية وليس لنا الحق في التلذذ بطعمها، بل حتى تلك الأسماك التي تفضلوا (جازاهم الله) وطرحوها في الأسواق بأسعار غير معقولة، فإنها أحيانا تكون فاسدة ولا أدل على ذلك الأخبار الواردة من هذه المدينة الساحلية أو تلك فعلى سبيل المثال فقط حجزت لجنة المراقبة التابعة لولاية أكادير قبل أشهر أزيد من خمسة أطنان من السمك مختلف الأنواع غير صالحة للاستهلاك لأنها لاتتوفر على الشروط الصحية لتهييء وتخزين السمك، وقبلها حجزت السلطات المختصة بمدينة الدارالبيضاء أطنانا من السمك كانوا يستعدون لعرضه على المستهلك. ترى، كم من الأطنان من مثل هذه الأسماك الفاسدة وجدت طريقها إلى المستهلك ولم ترقبها عين الرقيب؟ الأكيد أن ماتم الإعلان عن حجزه ليس إلا النذر القليل مما يمكن أن يكون قد تسرب خلسة إلى مطابخ الأسر المغربية.