توثقت علاقة صداقة حميمية بين شابين من حي واحد وتكوين دراسي معين.أحدهما يدعى (ع.س-41 سنة)، مازال عازبا، والآخر(ج.ن-49 سنة) أقدم على الزواج من بنت الدرب (ح.ق-25 سنة) ، وهي في غاية الروعة والجمال، وفوق هذا محتشمة وتبدو سهلة المنال. كان المدعو (ع.س) يحضر بيت صديقه مرة إلى مرتين في الأسبوع، ويحمل باستمرار قفة بها فواكه تتخللها بعض الأغراض التي تروق للنساء من حناء وصباغة شعر أو أظافر أو مرطبات.. واستمرت أريحية الصديق حتى أمست الزوجة بدورها تتلهف لحضورصديق العائلة..تتسلم القفة منه وتسرع بها للمطبخ لتبحث فيها عن الجديد الذي يحضره . لم يكن الزوج يعلم بما يحضره صديقه لزوجته، ولابما يهيئه على نار هادئة.وكان يزيد من غفلته أن زوجته لا تطلعه على شيئ،و نشأت بين الزوجة وصديق العائلة علاقة خفية تواطآ على رعايتها معا. لم تكن الزوجة تملك شيئا لتقايض به صديق العائلة غير الابتسامة في وجهه،وتحيته بتحية رقيقة تهز نفسه .وتطور الأمر من الهدايا البسيطة إلى الغمز واللمس وإلقاء بعض النكت المغرضة، والهمسات والكلمات الماكرة..ولتتويج علاقتهما المشبوهة، دبر الصديق سفرا مع زوجها إلى الجنوب،بدعوى شراء الزيتون وعصره ثم نقله للبيضاء لبيعه، إذ كان الزوج تاجرا في الزيوت بكل أنواعها. سافر الصديقان إلى هناك.ولكن صديق العائلة تحجج بشيئ لترك الزوج وحده،وعاد سريعا إلى حيث بيت زوجة صديقه.طرق الباب ثلاث طرقات متفق عليها،ففتحت له الزوجة على الفور.كانت تترقب حضوره . أما الزوج، فانتظر طويلا عودة صديقه، ولكنه في الأخير أيقن أنه لن يعود، وأنها الخيانة والغدر.. للاستفراد بزوجته.وهكذا ازدادت وساوسه ،فركب إلى بيته، وفي طريقه، شرع يستعرض أمام عينيه شريطا من السلوكات المشبوهة كان لا يعيرها اهتماما ، تؤكد شكوكه تجاه زوجته وصديقه. وصل الدارالبيضاء في وقت متأخر من الليل، وتمكن من فتح باب بيته بحيث لايشعر به أحد، وتسلل إلى غرفة النوم ليجد زوجته وصديقه في وضع لايصدَّق.كان وقوف الزوج على الاثنين بمثابة صاعقة حقيقية تمنى كل واحد منهم لو أن الأرض بلعته قبل أن يعيش هذا الموقف المريع. سكت الاثنان وارتعدا،وشخصا بعينيهما،يترقبان تصرفا عنيفا من الزوج. انتصب الزوج كجلمود صخر،ينظر إليهما نظرة غير مفهومة .شرع الاثنان يبكيان ويتوسلان له أن يسامحهما على فعلتهما.وببرودة دم نطق الزوج، فقال للصديق: أنت ضاجعت زوجتي،فاعطني صداقها وانصرف! قام صديق العائلة يدخل يده في جيوب معطفه وسرواله الملقيين أسفل السرير، ويخرج ما بهما من نقود، ويردد:خذ كل شيئ.قال الزوج أنا أريد درهما واحدا لا غير ثم اخرج.. لم يصدق الصديق أن الزوج صادق فيما يقول.ولكنه سلمه درهما .واستطاع الانصراف دون توبيخ!! وضع الزوج الدرهم في جيبه،بينماالزوجة تلطم خديها وأطراف جسدها. لم يلمها على شيئ.خرج من المنزل، وتركها في دوامة من الوساوس والكوابيس.وفي الصباح،عاد وكأن شيئا لم يحدث بالأمس.جالسها،وحدثها في أمور عادية كعادته، مما زاد من خوفها من انتقامه،وارتمت على حذائه تقبله وتتوسل إليه أن يغفر لها زلتها.وببرودة دم ، يقول،انسي ما كان،نحن ولاد اليوم. واستطاع الزوج أن يقنع زوجته ،بتظاهره بالنسيان، أنه نسي فعلا أو أنه لم يكترث.فانطلت عليها حيلته الخبيثة، لأنها حديثة الزواج به، ولا تعرف كثيرا شخصيته. مرّ شهر على تلك الزلة.وفي يوم من الأيام، طلب منها أن يزورا معا بيت والديها.وهناك تمت استضافتهما بأريحية وسخاء.وكان الزوج وهو يجلس بغرفة كبيرة بين والديها وإخوانها وأخواتها وبعض المعارف والجيران، يرمي بالدرهم إلى الأعلى ثم يتلقفه،فكان أخوها الصغير يسأله أن يعطيه ذلك الدرهم.لم يهتم لالحاح الطفل حتى أثار انتباه الأهل وانتباه زوجته، وكان يجيب الطفل:« هذا الدرهم ياولدي، له قصة خطيرة جدا، أرويها لحفارين قبري. وفي هذه الأثناء، فطنت الزوجة إلى مكر زوجها وأدركت أنه مازال يحقد عليها وأنه يريد أن يثير جريمة شرف سيسرع أهلها-لامحالة- لغسلها بالدم دفعا للفضيحة التي ستمرِّغ وجهها ووجه العائلة والمنطقة التي ولدت بهافي وحل العاروقد تكون حائلا بين بنات الجيران والزواج،فما كان أمامها من حل آخر سوى أن تخفي سَوأتها إلى الأبد .وهكذا خرجت مسرعة تضع أصبعيها بأذنيها وتصيح بصوت يقطِّع شغاف القلب ويَلفت أنظار الجميع، ورمت بنفسها في بئر عميقة. لم يفهم أهل الزوج ما جرى أمام أعينهم،فقام الزوج يحكي لهم «تفاصيل جريمته المحكمة» ببرودة دم،وعاد من حيث أتى وفي ظنه أنه قايض غدرا بغدر وبذلك ثأر لعرضه وشرفه،بعيدا عن كل عقاب شرعي أو قانوني.