كشف تحقيق أنجزته (إي بي سي نيوز) أن رموزا تشير إلى مقاطع من ‹العهد الجديد› من كتاب الإنجيل وتتحدث عن المسيح عيسى قد تمت كتابتها على مناظير مثبتة على أسلحة يستخدمها الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان، كما يتم اعتمادها في تدريب الجنود العراقيين والأفغان. ويربط ‹تريجيكون›، الشركة المصنعة لتلك المناظير الأسلحة، بالجيش الأمريكي عقد بقيمة 660 مليون دولار ويمتد لعدة سنوات، حيث يقضي العقد بتوفير حوالي 800 ألف من تلك المناظير لأفراد المارينز. وتحظر القواعد التي يعتمدها الجيش الأمريكي القيام بأية نشاطات تبشيرية لأي دين في العراق وأفغانستان لتجنب الانتقادات التي قد تتهم الولاياتالمتحدة بالتدخل في العراق في إطار حرب ‹صليبية›، من خلال الحرب على القاعدة ومقاتليها. وجاء في أحد المقاطع المشار إليها بالرمز 2COR4 :6، أي من السفر الثاني من كورينثوس من إنجيل العهد الجديد: « في سبيل الله ، الذي كان أمر النور بالخروج من الظلام ، وأشرق في قلوبنا ، لإعطاء نور معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح». [...] وأكدت شركة ‹تريجيكون› أنها بالفعل أضافت رموزا من كتاب الإنجيل للمناظير التي باعتها للجيش الأمريكي. وقال ‹توم مونسون›، مدير المبيعات والتسويق بالشركة، التي يوجد مقرها بولاية ميتشيغان، إن تلك الكتابات «كانت دائما هناك»، مضيفا أنه ليس ثمة أي خطأ في ذلك كما أن الأمر لا يخالف القانون. وقال ‹مونسون› إن القضية أثارتها مجموعة ‹غير مسيحية›، مؤكدا أن كتابة تلك الرموز بدأت في عهد مؤسس الشركة، ‹غلين بيندون›، وهو مسيحي من جنوب إفريقيا قضى سنة 2003 في حادث سقوط طائرة. ويقدم موقع الشركة تفسيرا لتصورها، حيث جاء على الموقع أنه : «سيرا على قيمنا، فإننا نحاول أن نجعل منتجاتنا متوفرة كلما اقتضت الحاجة الاستعانة بالدقة لحماية حرية الأفراد» «إننا نؤمن بأن أمريكا عظيمة عندما يكون شعبها صالحا. وصلاح الشعب يقوم على امتداد التاريخ على أسس الإنجيل. وسنبذل قصارى جهودنا لكي نسير على تلك الأخلاق» وقال المتحدثان باسم الجيش الأمريكي وقوات المارينز إن إدارتيهما لم تكونا على علم بتلك الكتابات الإنجيلية. وذكرا أن المسؤولين يناقشون الخطوة التي سيقدمون عليها، على خلفية التحقيق الذي أنجزته(إي بي سي نيوز). ومع ذلك فلم يتم بعد تحديد عدد المناظير التابعة لشركة ‹تريجيكون›، والتي تم توزيعها في العراق. وحسب ‹ميكل وينسين›، عن مؤسسة الحرية الدينية العسكرية، فإن «الأمر يعتبر خطأ، لأن ذلك يخرق الدستور كما ينتهك عددا من القوانين الفدرالية». وأضاف بالقول: «إن ذلك يسمح لتنظيم المجاهدين، طالبان، القاعدة وباقي الانقلابيين والجهاديين بالإدعاء أنهم يحارَبون بأسلحة مسيحية».