في إطار غزوات الأسمنت واستئساد «أصحابه»، أضحت غالبية الأحياء البيضاوية تعيش تحت رحمة الاختناق البيئي، وذلك في غياب المتنفسات الخضراء، سواء الطبيعية منها، أوالمنجزة من قبل الجهات المعنية. سياسة وضع اليد على كل شبر، في هذه المنطقة أو تلك، أصبحت عبارة عن كابوس يؤرق مضاجع الكبار والصغار.. كما هو حال شباب وأطفال حي الحداوية والكريمات بدائرة كاليفورنيا بتراب مقاطعة عين الشق، بعد أن تم الإجهاز على ملعب لكرة القدم الذي «تم تحويله إلى مرآب»! فحسب تصريحات المتضررين، فإن هذا التحول جعل «المرآب مكانا تتراكم فيه الأزبال والقاذوروت مما يؤدي الى انتشار الامراض نتيجة تنقل الحشرات بمختلف أنواعها، وهي وضعية تهدد صحة الأطفال وكبار السن..» إن خطوة «حرمان أبناء المنطقة من الملعب الذي يوجد بالزنقة 30 حي الكريمات» استنكرها الآباء والأمهات الذين يتساءلون : أين سيمارس الاطفال «شغبهم» الكروي، هل في الطريق العام (شانطي الزفت)؟. لقد كان هذا الفضاء / الملعب «يستعمله أطفال وشباب الحي من أجل ممارسة الرياضة فتم الاجهاز عليه في ظروف غامضة، في الوقت الذي كان من المأمول العمل على إعادة هيكلته ، ليكون في المستوى المطلوب ، وذلك في إطار سياسة الاكثار من المرافق الثقافية والرياضية لمواجهة كل أشكال الانحراف و تعاطي المخدرات، أو السقوط في مخالب التطرف الأعمى..» يقول بعض الآباء والأمهات من سكان المنطقة.