أقصي لاعب التنس المغربي يونس العيناوي يوم الأربعاء من الدور الثاني لدوري الدوحة الدولي، المقام حاليا على ملاعب مجمع خليفة الدولي، بعد انهزامه أمام البلجيكي ستيف دارسيس بجولتين دون مقابل 3 - 6 و1 - 6، فكانت آخر مباراة له في عالم الكرة الصفراء. وشارك في الدورة بعد حصوله على بطاقة دعوة من اللجنة المنظمة، التي ارتأت تكريمه في نهاية مشواره، خصوصا أنه كان توج بطلا في الدوحة عام2002. وكان العيناوي ابتعد عن الملاعب منذ فترة طويلة بسبب الإصابات المتكررة، وتقدمه في السن (38 عاما و3 أشهر). ونال جائزتين تقديريتين من اللجنة المنظمة للدورة، عقب المباراة. نشأ العيناوي بحي أكدال بالرباط، وهو الإبن الثاني بعد كريم، لأم فرنسية وأب مغربي من وجدة. أثناء طفولته كان يونس من هواة كرة القدم، لكن سرعان ما تحول هذا العشق إلى الكرة الصفراء. ففي مرحلة المراهقة كان يونس يمضي جل وقته بين المضرب والكرة على الملعب. وكان البطل الفرنسي - الكاميروني الأصل يانيك نواه مثله الأعلى. في سنة 1990، وفي سن 18، استطاع يونس إقناع والديه بالسماح له بالسفر لأكاديمية بوليتيري بفلوريدا ليقضي أسبوعا هناك، لكنه لم يستطع مغادرة الأكاديمية، ولذلك طلب من والديه السماح له بالبقاء بها واحتراف التنس، مما كان يعني انقطاعه عن الدراسة. وأمام رفض والديه تمرد وبقي، فانقطع عن الحديث مع والده لسنة كاملة. ولاحقته المشاكل المادية، التي كادت أن تنهي مسيرته بسبب غلاء رسومات الأكاديمية، فاختار العمل كحاضن للأطفال، ومنظفا للقاعات الرياضية وجامعا للكرات وسائقا للحافلة. وكان يمضي وقت فراغه في التدرب قدر مايشاء عكس المغرب. فقد كان تدربه مقننا بما يسمح به والده، الذي وبعد رأى أن يونس والتنس معادلة لا حل لها عاد ليساند ابنه من جديد. يونس شخصية اجتماعية بشكل كبير، حيث يتحدث ست لغات. العربية، الفرنسية، الإسبانية، الإيطالية، الإنجليزية والبرتغالية. بطل داخل الميدان وخارجه، فهو ينشر اللعبة ويساعد الأطفال المحتاجين. وقد قام بعدة زيارات لمراكز غير حكومية معنية بمساعدة الفقراء. بدأ يلعب في الدورات الصغيرة ليكسب النقاط، وبالتالي تحقيق الهدف، مستفيدا من قوة إرساله وقامته الطويلة. فبعد المركز 700 وصل إلى المركز 70، ثم 50، ثم 30. وفي سنة 1993 فاز بالمركز الثاني في جائزة الحسن الثاني للتنس. وبعد سنة استطاع الفوز في أربع مباريات في كأس ديفيز. ويعتبر هذا إنجازا كبيرا حققه يونس. ومنذ سنة 1995 سطع نجمه، حيث وصل لربع نهائي بطولة رولان غاروس، واحدة من بطولات غراند سلام، والتي يشهد لها كل اللاعبين أنها الأفضل على الإطلاق. وفي موسم 1996 وصل يونس إلى نهائيات ثلاث بطولات كبيرة، وكاد أن يصبح واحدا من المصنفين العشرة، لولا إصابته بكسر في الكاحل الأيمن، فخضع لعملية جراحية وعاد للعب في غضون أشهر، لكنه سرعان ما انسحب من باقي البطولات بسبب إحساسه بالألم من جديد. وبدأ الشك يتسلل إلى قلبه، لكنه سرعان ما تغير كل شيء عند تعرف على زوجته الفرنسية آن صوفي، في أحد الملاعب، وهي التي ساهمت بشكل كبير في عودته القوية إلى الميدان.. بعد إجرائه لعملية أخرى في كاحلة في فبراير 1998، عاد إلى الملاعب في التصنيف 444، ووصل بعدها إلى نهائي تشيلي، وواصل زحفه إلى أن وصل إلى المركز 49، ليحرز على جائزة أفضل لاعب عائد إلى الملاعب، ويرجع الفضل في ذلك إلى آن صوفي ومولوده الجديد مروان. فاز يونس بخمس بطولات في رابطة المحترفين، وكانت سنة الأوج في 2002 حيث استطاع الفوز بثلاث بطولات، ميونخ، الدارالبيضاءوالدوحة، التي منحته تصدر قائمة اللاعبين المحترفين لأسبوعين ، كما وصل إلى ربع نهائي دورة الولاياتالمتحدة. وتعد هذه أفضل نتيجة يصل إليها لاعب عربي في بطولات الغراند سلام. وبعد ذلك تفرغ يونس للاستعداد لدورة أستراليا المفتوحة، التي شهدت دخوله إلى التاريخ. لقد كان حلم يونس هو تحقيق واحدة من بطولات الغراند سلام، ليكون أول عربي يفعل ذلك، وقد أتته الفرصة في بطولة أستراليا المفتوحة 2003، حيث نجح في إرسال 31 إرسالا ساحقا، أذهل بها المصنف العالمي الأول آنذاك الاسترالي، ليتون هيويت، في الدور الرابع، وعند تأهله على حساب بطل العالم آنذاك، واجه الأمريكي أندي روديك، في مباراة تاريخية ماراطونية، استمرت أكثر من خمس ساعات، فأصبحت أسطورية. ووصف لاعب التنس الشهير والمعلق الرياضي، جون ماكنرو، هذه المباراة بأنها أفضل مباراة أتشرف بالتعليق عليها.