عندما أشرفت سنة 2008 على النهاية، أعلن نيكولا ساركوزي على قرب زيارة الرئيس الجزائريعبد العزيز بوتفليقة لباريس، لكن لحد الساعة لم يجد ذلك الإعلان طريقه نحو التحقق. كما أنه ليس ثمة ما يؤشر على قرب تلك الزيارة، رغم التصريح الأخير الذي أدلى به سفير فرنسا لدى الجزائر، كزافيي دريانكور، حيث قال: «إن باريس تنتظر دائما زيارة الرئيس بوتفليقة». وبغض النظر عن ذلك، فإن مواضيع النقاش بين البلدين كثيرة، ونفس الأمر بالنسبة لمواضيع الخلاف: قضية رهبان ‹تبحيرين›، إيقاف الدبلوماسي الجزائري حسيني بمارسيليا، مصير الاستثمارات الفرنسية، الصفقات العسكرية وتلك المتعلقة بالبنيات التحتية، قضية الصحراء، الهجرة ومستقبل الاتحاد من أجل المتوسط، الذي تسعى باريس لإعطاء انطلاقته. وأمام كل هذه الأمور التي يمكن أن تجمع بين البلدين، يمكن القول إن العام الماضي كان سنة بيضاء في العلاقات بينهما. كما أن تأجيل زيارة الرئيس بوتفليقة لباريس، والتي تم الإعلان عنها عدة مرات، دليل على البرودة التي تطبع العلاقات بين البلدين. لقد قررت الجزائر إعادة مركزة مصالحها بالابتعاد أكثر فأكثر عن باريس. وهو ما قررت الحكومة أيضا اعتماده على مستوى الاستثمارات الخارجية، بتوجيهها نحو القطاعات التي ترى الجزائر أنها محتاجة إليها، وتغيير تلك الصورة التي ترى البلد على أنه مجرد سوق لتفريغ سلع الآخرين. وفي المقابل، قبل الرئيس بوتفليقة دعوة العاهل الإسباني خوان كارلوس، وهي الزيارة التي سيتطرق خلالها مع رئيس الحكومة الإسبانية، خوسي لويس رودريغيز ثاباطيرو، إلى العديد من الملفات الراهنة وذات الطابع المشترك، سيما ما يتعلق بالتعاون لمواجهة الإرهاب والتعاون الطاقي. وستسفيد الجزائر من وضعها الاقتصادي المستقر من أجل تدارس كافة سبل إقامة شراكة بين البلدين. ومن جهة أخرى، فإن التعاون الجزائري الأمريكي، على المستويين المالي والتجاري، الذي يترجمه توقيع العديد من الاتفاقات الإطار تروم مضاعفة حجم المبادلات، والتي من المرتقب أن تصل إلى 8 ملايير دولار في السنوات المقبلة، وهو ما لن يسعد باريس بأي حال من الأحوال.