آمل أن أرى فيها أشياء جديدة وتحولات أساسية، نقيض شبيهتها الفارطة. بمعنى، أنني آمل مغربيا، أن يطوى ملف الصحراء المغربية تماما، لننتقل إلى سياق بناء وطننا بناء محكما، من طنجة إلى الكويرة، اقتصاديا، وسياسيا، واجتماعيا، وثقافيا. طبعا، بإعمال آليات الجهوية الموسعة، في أفق التكامل والتناسق والإنسجام بين جهات المغرب، بما يخدم الإنسان المغربي وبما يتيح له أن يعبر عن ذاته العميقة وجدوره، ثقافيا للإنتصار إلى المكونات الهوياتية التي صنعت منه مغربيا. أقصد، الهوية الأمازيغية والهوية العربية والهوية الإفريقية والهوية اليهودية... إلخ. من جهة أخرى، آمل أن يأخد الشأن الثقافي، كامل توهجه ومداه وامتداده، حتى يشتبك مع الشأن التعليمي العام، الذي يقض مضاجع الوطن. مما يقتضي، فتح جسر بين الثقافي والتعليمي، من خلال الإنتصار للكتاب المغربي، أيا كان جنسه الأدبي، ومن خلال الإنتصار للملفات الإجتماعية العالقة، من حيث إتاحة الفرصة أمام الكفاءات الشابة وقدرات شرائح أخرى للإنخراط، في بناء الحاضر مواشجا مع الأفق الغدوي. سياسيا، أطمح إلى أن يعود التوهج إلى مكونات اليسار المغربي، وفي مقدمتها، حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، كقطب جامع لها، من حيث الإعداد للإستحقاق القادم ومن حيث التمهيد له بسؤال السياسي في نبله وفي ارتباطه بمجموعة من الملفات كتكريس وترسيخ حقوق الإنسان وترسيخ حقوق المرأة كما هو منصوص عليه في المدونات الكونية، وأن تبادر الأحزاب الديمقراطية ذات التجدر الشعبي وذات المشاريع الإجتماعية الإنمائية وذات التوجه المستقبلي إلى إشعال فتيل سؤال الراهن والمرحلة بما يفيد طرح المسألة السياسية في ارتباطها بالإستفتاء الدستوري، في أفق توسيع الإنخراط العام وفي أفق توريط بالمعنى الإيجابي كل النيات الصادقة المناضلة في الإجابة عن هذه الأسئلة الشائكة. وأظن ختاما، أن المدخل الحقيقي لتوريط الجميع ولإفساح المجال أمام هذه النيات المسلحة بالعلم والتجربة والتاريخ والنزاهة، هو انتصار الإصلاح بمعناها التاريخي في مغرب اليوم.