صدرت بالأردن، مؤخرا، مجموعة قصصية للمبدعة المغربية الشابة، سناء شدال، تحت عنوان: «أبي... ليس له أنياب». وهي خريجة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، التي لها إسهامات محترمة في مجال الكتابة والديزاين. وتعتبر مجموعتها القصصية هذه، التي نشرت بمنحة من مؤسسة «المورد الثقافي» في اطار الملتقى الادبي للشباب العربي عن «دار أزمنة» بالاردن، عنوانا واضحا عن علو كعبها الأدبي، وأنها اسم أدبي نسائي مغربي واعد. كونها تشتغل على لغة قصصية غير مسبوقة في كا التجربة الكتابية القصصية النسائية بالمغرب. وهي تصدر في ذلك عن وعي معرفي ووعي أدبي رصين، واضح أنه لا يستسهل أمر الكتابة الإبداعية، وأن له حرقته الأدبية الخاصة، وحرصه الإبداعي، الذي يعلي من قيمة النصوص القصصية، المنشورة ضمن هذه المجموعة ( 9 قصص). وقد صممت القاصة غلاف المجموعة والصورة الفوتوغرافية لوجه الغلاف، وهي تجربة تعد بالكثير، بخطى هادئة وباشتغال يستثمر ولعها بالفن المسرحي. في نص « تكرار»، نقرأ ضمن « صباحات مكررة»، ما يلي: « ينهض كل صباح على صوت المنبه الذي يشبه زمور الباخرة والذي يضبطه ليلا على الساعة السابعة إلا الربع وهذه عملية متكررة. يدخل إلى الحمام ثم يرتدي ملابسه ويحمل الملف الأزرق. الملف الأرق الذي أصبح كظله لأزيد من أربع سنوات، الملف نفسه به الأوراق نفسها: نسخة من الديلوم مصادق عليها - نسخة من البطاقة الوطنية - نسخة لبيانات النقط مصادق عليها - إلا التجربة العلمية، فهذه لم يعرف كيف يحصل عليها، والطلب الخطي اللعين الذي لم يأت بأية نتيجة، هل نسي شيئا؟ هذا السؤال أصبح هو الآخر جزءا من هذا المكرر..»..