ليست لدي مطالب كبيرة بالنسبة لسنة 2010، لا أطمع في أن تحل القضايا العالمية الشائكة، بل ولا حتى الإقليمية. القضية الفلسطينية، الازمة المالية، انفلونزا الخنازير، الوجود الأمريكي في العراق وافغانستان، فتح الحدود بين المغرب والجزائر، نزاهة صناديق الاقتراع هاته الدولة او تلك، قضايا ليست ضمن أجندتي في 2010. مطالبي مجرد جزئيات بسيطة يمكن ان نستفيق غدا او في بداية الأسبوع المقبل ونجد ان المعنيين بها، مسؤولين ومواطنين، شرعوا في تنفيذها. أن يقف رجل الأمن في ملتقى الطرقات يحمي القانون من الانتهاك وينظم حركة المرور تفاديا للاختناق. لا ان يختبئ ليتصيد المخالفات، ملوثا بذلك صورة رجال امن كثيرين يمارسون مهنتهم باقتدار وانضباط. أن نمر من طريق ولانجد فيها حفرا وبركا مائية نحار في كيفية عبورها، ان تعالج هذه الحفر بدون غش من طرف الجماعات المحلية او المقاولات المعنية ولا تعود إلى اوضاعها الأولية بمجرد انصراف العمال والآلات. أن تجوب سيارات الأجرة وحافلات النقل شوارع مدننا وطرقنا وهي في حالة ميكيانيكية جيدة وبسرعة قانونية، مع احترام قانون السير حتى لا يستمر مؤشر الحوادث المميتة وأعداد الجرحى في تصاعد. أن افتح شاشة التلفزيون وارى مقاعد مجلسي النواب والمستشارين ممتلئة، لنودع مرحلة يوجه خلالها المتدخلون، في جلسات الأسئلة الشفوية والجلسات العامة او اشغال اللجن، كلامهم إلى مقاعد فارغة. أن تأتي القطارات في مواعيدها رحمة بالمسافرين الذين اعياهم صوت مذيعة تعلن: «انتباه من فضلكم .... سيتأخر القطار ب 20 او 30 دقيقة»، لنجد ان التأخير يتجاوز احيانا الساعة. أن تودع اقسام مؤسساتنا التعليمية ظاهرة الاكتظاظ التي يصل معها عدد التلاميذ الى 60 في بعض المؤسسات. ان تمر شاحنة جمع الأزبال في موعدها وألا تترك نصف النفايات على الرصيف. أن تصان كرامة المرضى وذويهم في المستشفيات، وان تكون ابتسامة الممرضة صادقة وعناية الطبيب فعالة ونظافة الأسرة اولوية. أن يتحدث المسؤول مهما كانت درجته بصدق. لا ان يخفي الحقيقة او يلبس الواقع لبوس الزيف. أن اجد البضائع غير منتهية الصلاحية ومحفوظة ضمن شروط صحية سليمة عندما ازور الأسواق الكبرى او اقصد محلا تجاريا. أن نشعر جميعا، بشكل ملموس وليس في نشرات التلفزيون، بمواطنتنا وما تستلزمه من كرامة. لا أن نظل مواطنين من الدرجة الثانية في مغرب تسوده سرعتان.