حفرت واقعة اغتصاب صغيري -التي مر عليها ثلاث سنوات- جرحا غائرا في قلبي ... كان ابني ساعتها طفلا في السنة الخامسة من عمره، ونظرا لانعدام الوقت ولوجود مقر عملي في طريق آخر غير الطريق المؤدي إلى المدرسة المسجل بها، كنت مضطرة لأن أدفع للمؤسسة مقابل للنقل المدرسي الخاص... وحتى يهتم السائق بابني خاصة وأنه آخر من يغادر السيارة كنت أقدم له من حين لآخر بعض النقود للاعتناء به وجعله يجلس بالقرب منه... ... ومع مرور الوقت لاحظت أن طفلي بدأ يشكو ضعفا جسديا ولم تعد به رغبة للأكل بل أكثر من ذلك ، أصبح يرفض الذهاب للمدرسة مع السائق ويطلب مني أن أوصله شخصيا حتى وان كان ذلك يؤخرني بعض الشيء ويجعله هو ينتظرني بالمدرسة كل مساء... ظروفي لم تسمح لي بذلك فكنت ألجأ إلى ضرب طفلي الصغير لأرغمه على الذهاب للمدرسة في سيارة النقل المدرسي. ذات صباح رن هاتف المؤسسة التي اشتغل بها وكانت إدارة المدرسة تطلب مني الالتحاق حالا بعين المكان لكون ابني قد أصيب بنوبة عصبية ويبكي بدون انقطاع. عند وصولي لم يتمكن ابني من السكوت وكان يردد «ماما رجعوني للدار» . أخذته للمستشفى علي وجه السرعة. وكم كانت دهشتي وصدمتي كبيرة عندما أخبرتني الطبيبة أن ابني يعاني من مرض نفسي لكونه كان ضحية اعتداءات جنسية متكررة. تمالكت نفسي وسلمتني الدكتورة شهادة بذلك وتوجهت لإدارة عملي حيث طلبت رخصة أسبوع لاكتشف سر ما حدث لإبني.. لم أحدثه في الأمر طيلة الايام الثلاثة الأولى، تركته يستريح حتى وان كان نومه متقطعا وحتى تفعل الادوية مفعولها. في اليوم الرابع سألته عمن يعتدي عليه جنسيا بالاشارة إلى مؤخرته فقال لي إنه سائق سيارة النقل المدرسي.. لا أخفيكم سرا أني فكرت في الذهاب للمدرسة وقتله لكني اهتديت في الاخير إلى القضاء ليقتص منه طبقا للقانون الذي يحمي الاطفال من كل أنواع الجرائم والجنح. تقدمت بشكاية مدعمة بتقرير طبي مفصل تم استدعاء المشتكى به وإخضاعه لفحص طبي هو الآخر كما تم إجراء تحليلات لإبني للتأكد من تعرضه لاعتداء جنسي ليقدم المتهم للمحاكمة...». كل الوثائق القانونية التي تتضمن تصريحات المتهم سائق سيارة الاطفال أكد فيها أنه قام بالمنسوب إليه وأنه يعتذر للأم المكلومة وان الشيطان قد غرر به وأوقعه في المحظور. أمام المحكمة جدد المتهم اعترافه بالاعتداء الجنسي على الطفل ذي الخمس سنوات عدة مرات داخل السيارة قبل إيصاله للمنزل. محكمة قضاء القاهرة حكمت عليه بعشر سنوات سجنا نافذا، وبالطبع فقد عمله. أم هذا الطفل تطالب كل الآباء والأمهات بمراقبة أطفالهم لمعرفة أسباب كل تغيير قبل فوات الأوان. عن موقع جرائم وحوادث بتصرف